لعنة المدرب الأجنبى!

الجرى وراء المدرب الأجنبى فى المنتخب الوطنى يُذكرنى بحالة الانبهار بكل ما هو أجنبى مع أن «ألف باء» التقدم أن تكون متقدما محليا، ومن المؤكد بعد ذلك أنك سوف تذهب إلى العالمية.

المحلية هى الأساس فى كل شىء، بدءا بالاقتصاد الوطنى، مرورا بالفن، وانتهاء بالرياضة، وكرة القدم.

أم كلثوم، وعبد الحليم، ونجاة، وعبدالوهاب.. وغيرهم كانوا نجوما وطنيين، ولم يتدربوا على أيدى أجانب، ونجحوا فى أن يكونوا نجوما عالميين.. تسمعهم فى العراق، والسعودية، وكذلك فى فرنسا، ولندن، وفى كل مكان تذهب إليه تجدهم حاضرين حتى الآن.

فى الاقتصاد لن يأتى إليك أحد إلا إذا كان المستثمر المحلى قويا، وقادرا على الإنتاج، والمنافسة.. وفى الأدب كان نجيب محفوظ مُغرقا فى المحلية، ووصل إلى قمة العالمية.

نحتاج فى الرياضة إلى الإبداع المحلى، كما فعل نجوم مصر: محمد صلاح، والننى، ومصطفى محمد، وتريزيجيه، ومرموش.. وغيرهم من الأسماء التى نجحت فى اختراق العالمية، وأصبحت لها مكانة رائعة لم يصل إليها أحد من قبل.

ربما تكون الأسماء الموجودة فى المنتخب الوطنى الآن هى أقوى أسماء على الإطلاق فى تاريخ المنتخبات الوطنية، لأن معظم هذه الأسماء لاعبون محترفون فى الأندية العالمية المرموقة، وهو ما لم يحدث من قبل بهذا الشكل، وهذا العدد. وبالتالى أعتقد أن المشكلة فى المدرب أو الرأس الذى يقود الفريق.

أعتقد أنه من الضرورى الآن العودة إلى المدرب الوطنى كما حدث مع الكابتن حسن شحاتة، والجوهرى، رحمه الله، وكفانا مدربين أجانب.

لابد أن تكون الأولوية القصوى للمدرب الوطنى، وأن نصبر عليه، ونعطى له فرصة، ولدينا خبرات كثيرة تحتاج إلى الهدوء فى التعامل، والفرص الحقيقية لتتمكن من العطاء.

لست ضد الخبرات الأجنبية، فهى مهمة، وإضافة، وفرصة للتعلم، والتطور، والبدء من حيث انتهى الآخرون، ولكن أيضا لابد أن تكون الأولوية لكل ما هو وطنى، ولسنا أقل من السنغال، أو المغرب.. وغيرهما فى كرة القدم، ولهذا يجب إعادة فتح هذا الملف بهدوء، ومن دون عصبية، أو تشنجات، فالمنتخب الوطنى لايزال هو صاحب النصيب الأوفر فى الحصول على كأس الأمم الإفريقية، ولكن التاريخ وحده لا يكفى، ونحتاج إلى الحاضر بقوة ليضيف إلى التاريخ، لأن الحاضر هو الواقع الذى نعيشه، ويعبر بوضوح عما نحن فيه.

عبدالمحسن سلامة – بوابة الأهرام

Exit mobile version