الإعلام.. ممارسة

في منصَّة (X) يبرزُ عددٌ من الأسماء، محتواهم هو تحليلُ الظُّهور الإعلاميِّ والحملات التسويقيَّة، يُقدِّمون طرحًا أكاديميًّا جميلًا ومُرتَّبًا.

يضعُون العنوان المناسب لحديثهم؛ ثمَّ يبدأُون بطرح نقاط تفصيليَّة عن نقاط الضَّعف والقوَّة، في الحالة التي يتحدَّثُون عنها.

هذا الأمرُ يجدُ صدًى كبيرًا، وتفاعلًا مُميَّزًا، ولكنْ وبما أنَّني أؤمنُ بأنَّ الشهادةَ الأكاديميَّةَ ليست كُلَّ شيءٍ، فإنَّني تابعتُ بعضًا منهم، ووجدتُ أنَّهم -الآن- بلا عملٍ، وفي المراحل السَّابقة كانُوا يديرُون إعلامًا وحملاتٍ تسويقيَّةً لبعضِ المنشآت، وسبب خروجهم كان الفشل.

هنا نستنتجُ أنَّ التَّنظير يختلفُ عن الواقع.

الواقعُ مُمارسةٌ، وتحدِّياتٌ، وعواملُ مُتعدِّدةٌ، تُحدِّدُ ما الذي يُمكن أن تُقدِّمه، وهذا ليس دعوةً لتبرير الفشل، بل هو تأكيدٌ على أنَّ الأمر يحتاج بعض الهدوء، وعدم التَّعامل مع كُلِّ شيءٍ على أنَّه فشلٌ.

الإعلامُ، تحدِّياتٌ يوميَّةٌ بحاجةٍ إلى تعامل يتجاوز النَّظرة الأكاديميَّة القائمة على مبدأ «1 + 1 = 2»، لذلك سيبقى مَن هو خارج المنظومة الإعلاميَّة حُرًّا، وقادرًا على انتقادِ كُلِّ شيءٍ، المحكُّ هو أنْ تعملَ وتبتكرَ حلولًا إبداعيَّةً تنجح من خلالها، فالكلامُ، الكُلُّ يقدر عليه.

لا تجعل من زملائِكَ محتوى إعلاميًّا لك، لتقفز من خلالهم، وتُعيد تصدير نفسكَ، قدِّم مُبادرةً، بادر في دعمٍ، حفِّز زميلًا، اجتهد في صناعة محتوى خاصٍّ بكَ بعيدًا عن التقاط ما اجتهد الآخرُون في تقديمه، ولك حقُّ النَّقد الطبيعيِّ، ولكنَّ التَّنظير شيءٌ غيرُ منطقيٍّ جدًّا.ومَن يمتلك العلمَ، بلا شكٍّ قادرٌ على امتلاكِ الموهبةِ، اعملْ على تطويرِ موهبتِكَ لتجدَّ مكانًا جديدًاً تُقدِّم من خلاله ما ترى أنَّه الصحُّ.

أحمد الظفيري – جريدة المدينة

Exit mobile version