نظمت أول أمس مؤسسة «بحر الثقافة»، أمسية بعنوان: «فنجان قهوة مع نجيب محفوظ» قدمت خلالها عرضاً لأحد البرامج كان يقدمه التلفزيون المصري في الستينيات تحت عنوان: «نجمك المفضل» استضافت فيه حينها الإعلامية ليلى رستم الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ، وضمن الأجوبة التي ظهرت في البرنامج حول الشخصيات الأدبية التي تأثر بها خلال مسيرته الأدبية، قال:
قرأت لكُتاب عالميين من الصعب حصرهم، ومن كُتاب القرن التاسع عشر تولستوى وديستويفسكي، وفلوبير، وفي القرن العشرين قرأت بروست وجويس وكافكا. وعن سؤال حول تشابه أسلوبه مع أسلوب الأديب الروسي ديستويفسكى رد قائلاً: من الصعب على الإنسان أن يرى نفسه، ولكن غيره قد يراه بشكل أفضل، لكن ديستويفسكى مثال فريد في الأدب يصعب تكراره أو تقليده.
وبعد انتهاء عرض الفيلم في «بحر الثقافية»، تابع الحضور النقاش حول أدب الروائي نجيب محفوظ، وأدارت جلسة الحوار الإعلامية شهرزاد حمدان مستعرضة عدداً من الأعمال الأدبية لمحفوظ، وقدمت كل من المشاركات في الأمسية لمحة من قراءاتها. وتحدثت الروائية مريم الغفلي في مداخلتها قائلة: لقد اكتشفت أن محفوظ ذو ملمح أدبي صوفي، وتعدنا رحلة البحث في أدبه دائماً بمفاجآت ملهمة.
وأخذت الغفلي تستعرض فقرات وشذرات ذات ملمح روحي في بعض كتاباته مثل: فقال الشيخ بهدوء باب السماء كيف وجدته؟ قالت المرأة السماوية أما تستحي أن تطلب رضا من لست عنه براضٍ؟ وبغتة سبح الأذان فوق أمواج الليل الهادئة، ومن غاب عن الأشياء غابت الأشياء عنه، وإذا صح الافتقار إلى الله صح الغنى بالله، والعبد لله لا يملكه مع الله سبب، والتوكل ترك الإيواء إلا إلى الله. وغيرها من عبارات ذات دلالة أدبية وروحية رفيعة.
وتطرقت الجلسة أيضاً إلى الكثير من أعمال الأديب المصري الكبير الأخرى، ومنها: «اللص والكلاب»، وملحمة «الحرافيش» التى تدور في خلفية من التكية والأناشيد الغامضة الجميلة، إلى «ليالى ألف ليلة»، ليترجم ذلك فيما بعد في حوار صحفى يقول فيه شارحاً حاله: «لقد آمن القلب فشد العقل وراءه».
وأكد المشاركون أن محفوظ أديب عرف معنى الحياة وكتب لأجلها، فقد كتب بعيون تستشرف المستقبل، كتب لعالم قادم لم يعلم عنه، ولكنه علم بروح القلب والبصيرة. لقد كتب عوالمه وجمعها لنا ولغيرنا، وساهم بمجمل أعماله في ترسيخ الهوية المصرية والعربية، ولذلك فإن مشروعه الأدبي سيظل إرثاً ثقافياً، تستفيد منه الأجيال.
جريدة الاتحاد