فرس النهر

فرس النهر هو حيوان ضخم يتواجد في أفريقيا جنوب الصحراء ويتغذى على الأعشاب، ويُعرف باللغة العربية بـ «البرنيق» و«سيد قشطة» كما يسمونه في مصر نسبة للاسم الذي أطلق على أول حيوان أودع في حديقة الحيوانات بالجيزة عند إنشائها، وهو حيوان شبه مائي ويستوطن البحيرات والأنهار في أفريقيا، وقد امتد موطنه سابقا عبر وادي النيل إلى فلسطين والأردن. ويعرف فرس النهر بواسطة جسده الأسطواني الشكل وعديم الشعر ويقارب وحيد القرن في حجمه ولا يفوقه في القد سوى الفيلة، وعلى الرغم من قصر قامته فإنه قادر على أن يسبق إنسانا بسهولة في الجري، حيث إن سرعته تبلغ 30 ميلا في الساعة، ولذلك فهو قادر على أن يسبق عداء أولمبياً في سباق للمسافات القصيرة، ويعتبر هذا الحيوان من أشد الحيوانات خطورة على الإنسان.كان فرس النهر معروفا عند الرومان والإغريق.

حيث دعوه بـ«وحش النيل» وبرزت أفراس النهر في العديد من مسلسلات وأفلام الرسوم المتحركة، حيث استخدم شكل جسدها المستدير لإظهارها بمنظر فكاهي غالبا. وفرس النهر حيوان اجتماعي يعيش في قطعان يبلغ عدد أفرادها 40 حيوانا، ويسمى فرس النهر الذكر «ثورا» بحسب التعبير الإنجليزي، وتسمى الأنثى «بقرة»، ويسمى الصغير «عجلا»، ويُعرف هذا النوع أيضا باسم فرس النهر المألوف وفرس النهر النيلي، وذلك لتمييزها عن فرس النهر القزم وغيره من الأنواع المنقرضة، إلا أن مجرد التعبير بقول «فرس النهر» يقصد به إجمالا هذا النوع. تمضي أفراس النهر معظم نهارها وهي تتمرغ في الماء أو الوحل مع باقي أفراد القطيع، ويساعد الماء على إبقاء حرارة جسدها معتدلة ومنع جلدها من التقشر والجفاف. وتغادر أفراس النهر المياه عند الغسق.

وتمشي لمسافة معينة قد تبلغ 8 كيلومترات لترعى طعامها الأساسي وهو الحشائش القصيرة وتمضي من 4 الى 5 ساعات تقتات وتستهلك قرابة 68 كيلوغراما من الأعشاب كل ليلة. وتم تصوير أفراس النهر وهي تقتات على الجيفة قرب الماء عادة في بعض الأحيان، كما وردت تقارير أخرى عن أكلها للحم وحتى صيدها وافتراسها لحيوانات أخرى وأكلها بني جنسها أيضا، ولكن لأن معدتها غير ملائمة لهضم اللحم، فلذلك هي لا تقدم على أكله إلا في حال تعرضت لنقص في مخزونها الغذائي الطبيعي أو سلكت سلوكا شاذا. وتتغوط أفراس النهر في الماء عادة، إذ يشكل برازها ترسبات مواد عضوية في قاع النهر، ولا يزال العلماء غير مدركين تماما للدور البيئي الذي تلعبه هذه الترسبات. وتتواصل أفراس النهر شفهيا بواسطة الجأر والنفخ بأنوفها، كما يعتقد أنها تتواصل بطريقة ارتداد الصوت كالخفافيش إلى أن الهدف من هذه الأصوات لايزال غير معلوم حاليا.

د. هند الشومر – الأنباء الكويتية

Exit mobile version