تتحمل الحكومة الإسرائيلية الحالية، التى تحمل رقم الـ 37 فى تاريخ إسرائيل، ما يحدث من أكبر توتر يصيب استقرار المنطقة. هذه الحكومة هى الأكثر شراسة، وتمسكها بالتصعيد كتعبير عن نمط التفكير الإسرائيلى الذى ينشر فكرة تهديد دولة إسرائيل وضياعها بسبب العنف الفلسطينى. وهو نمط نتاج بداية التطرف الذى يؤكد بعض الخبراء أن بدايته كانت سنة 1967. وترسخ تدريجيًا وجود اليمين المتطرف، الذى زاد بشكل تراكمى بسبب التعارض الضخم بين ثقافات مختلفة وواردة ليهود الشتات، وتأسيس جماعات دينية كثيرة، وتصدر النخب القديمة للمشهد السياسى الإسرائيلى. فضلًا عن التأثير القوى جدًا لبعض الحاخامات، ومن أشهرهم عوبديا يوسف.
إسرائيل ظلت تعمل لسنوات طويلة وفق سياسات واضحة:
1- ممنوع هزيمة حركة حماس، والحرص على الحفاظ عليها كلاعب رئيسى.
2- حظر دخول السلطة الوطنية الفلسطينية المعترف بها دوليًا لغزة.
3- ترسيخ وجود سلطتين لإضعاف بعضهما البعض وتعميق الانقسام والاختلاف بينهما.
4- اختزال القضية الفلسطينية فى قطاع غزة باعتبارها خارج سياق القضية الفلسطينية، بل ومنفصلة عنه.
أما الآن، وبعد الضغوط الداخلية فى إسرائيل، هناك تغيير فى الأهداف، وأصبحت:
– إنهاء غزة من خلال تدمير سبل الحياة فيها لكى لا تصلح للحياة مرة أخرى.
– تدمير حركة حماس سواء من خلال القضاء على قياداتها أو تهجيرهم، وتفكيكها تمامًا.
ضاعت مفاوضات السلام بأشكالها على مر المفاوضات والسنوات، السلام مقابل السلام، والأرض مقابل السلام، والاقتصاد مقابل السلام، وصفقة القرن، والشرق الأوسط الكبير، والفوضى الخلاقة.
يتزامن مع ذلك، محاولات إسرائيل تحويل الصراع مع فلسطين إلى صراع إقليمى، إما مع مصر أو مع إيران من جهة، ودق البعض لطبول الحرب بين مصر وإسرائيل فقط من جهة أخرى، ومن المؤكد أن أطراف الصراع سواء إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبى ليس لديها رؤية. وتثبت الأيام أن مصر هى الدولة الوحيدة التى لها رؤية للوصول لمفاوضات السلام.
من الآخر..
لا بديل عن توحيد الفصائل المتعددة للصف الفلسطينى، وقيادتها تحت شخصية وطنية فلسطينية.. ربما من الأفضل أن تكون خارج الفصائل مثل سلام فياض. والعمل على إنهاء خطاب العنف والكراهية لجميع الأطراف دون استثناء. ويظل سؤال المستقبل: كيف سيكون شكل العلاقات المصرية الإسرائيلية بشكل خاص، والعلاقات العربية الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب المتوقع لها قبل نهاية شهر إبريل القادم؟.
د. هند جاد – المصري اليوم