الحمد لله ان ربنا قدر لي اني ازور السودان واعيش فيها ٧ سنين.. الناس كانت ترجع في الأجازات يحكوا نفس الحكايات اللي كان اغلبها جوة مولات
كنت دايماً في رجوعاتي بكون محور القعدات لاني عايش في بلد قليل اللي راحها وقليل اللي بيتكلم عنها
من الصدمات اللذيذة اني كنت بحاول اظبط اموري اني اقضي شهور الصيف في السودان!! ناس مصر يتهرب من شدة حرارة شهر ٦ و ٧ و ٨ وبيسافروا للشمال في الساحل الشمالي او حتى خارج مصر
انا كتت بهرب للجنوب.. خارج الحدود عشان اقضي الشهور دي في السودان.. لان دي شهور المطر العنيف والجو اللطيف والسما المتزينة بالسحب زي زينة رمضان كدة في شوارع مصر العتيقة
الشعر والادب والتراث السوداني بجمال الكلمات واصالة الحكايات تحاوطك وتضيف ليك مخزون من المتع والتدبر صعب تلاقيها في دول تانية رايح تشتغل وتسترزق وتاكل عيش
الليل الهادي والفجر النادي وريحة الخبيز اللي طالعة في كل المكان قبل طلوع الشمس وطلوع الناس لاشغالها والشُفع لمدارسها
سلاسل بشرية في الشوارع في رمضان يقطعوا عليك الطريق الا لازم تنزل تفطر معاهم.. على الحصير الاخضر تلاقي التمر والحلو مر والدكوة
كل حي وكل مربع فيها ساحة كبيرة .. مرة يتلعب فيها كورة ومرة يتعمل فيها فرح ومرة يستقبل فيها عزا
وقت الصلاة تلاقي اتفرش مصلايات في الطرق والاسواق وجلاليب بيضا كتيرة ومتنوعة رايحة للمساجد.. الجلابية الانصارية والكسلاوية وجلابية على الله
والعمائم الضخمة.. عمائم الهيبة .. من الاساطير اللطيفة اللي اتحكت لي.. ان كلما ارتفع شأنك في المجتمع كل ما عدد امتار العمة زاد.. والعمة جزء من الهوية وتشبه الكفن من باب تذكر وتدبر الموت
قعداتهم دسمة وغنية.. هتلاقي التاريخ والجغرافيا يتحكي لك سرد بدون كتاب.. هتعرف حاجات عن بلدهم وبلدك والبلاد اللي حواليك بشكل خفيف وبسيط وعادي ….
مشتاقين والشوق بحر والله
يا حليل السودان ❤️
#السودان
محمد طلبه