ما حدث للمعتصمين امام القيادة العامة لا ينفصل عن ما حدث في مدني الحبيبة من إنسحاب .. نفس السيناريو .. فقط بأسلوب مختلف .. و الهدف ارسال رسالة واحدة و هي ( ما عندنا جيش ) .. هذه الخطط و الدسائس قد يفهمها بعض القادة و المتخصصين في الشؤون العسكرية و الإستخباراتية ..لكن عامة الناس لن يفهموها و لن يستطيع احدا ان يشرحها فبالتالي تصبح الأرض خصبة للعدو و للمتحالفين مع العدو و لاصحاب الاجندات الأخرى لتأليب الراي العام و قيادته و السيطرة عليه .
هل تعلم يا سعادتك بأن هناك عناصر نظامية داخل المنظومة العسكرية تعمل على زرع الفتن و التشكيك في القيادة و التحريض لصغار الضباط و الجنود ؟؟ هل تعلم سيدي بأن هناك عناصر نظامية تعمل على خفض الروح المعنوية للمواطنيين الآمنيين في النيل الأبيض و كوستي و سنار و القضارف و كسلا ؟؟ هل تقراء التقرير الإستخباراتي اليومي ؟؟ اذا كنت تطلع عليه و لا توجد فيه معلومة من المعلومات التي ذكرتها فيجب عليك ان تعلم بأن العدو الحقيقي داخل منظومتك الاستخباراتية و يجب ان تتغدى به قبل ان يتعشى بك .
الجنود في بعض الحاميات تسيطر على رؤسهم الإشاعات و تتلاعب بعقولهم اجهزة أمنية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تكون هذه الاجهزة تعمل لخدمة القوات المسلحة و الشعب السوداني .
انت يا سيدي الفريق اول تعلم تماما” بانك لست هدفا” للدعم السريع وحده بل هناك من ينتظر خبر إغتيالك او تنحيك بفارغ الصبر و سيفرحون لذلك اكثر من الأرغوز و مليشياته .. العدو الاخطر هو الذي يقف بجانبك و تحت قيادتك .. لا تنتظر ( بروتس ) لتتفاجأ مثل قيصر الغبي .
انت تعلم و نحن نعلم بأن الجيوش مهما بلغت اعدادها و عدتها و عتادها لن تنتصر في معركة ما لم تكن اجهزتها الإستشعارية تعمل بكفاءة .. و الاجهزة الاستخباراتية التي لا تعمل بكفاءة تصبح هي العدو الأول و الخائن الأكبر .
جحر فض الاعتصام و جحر مدني و المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .
الا هل بلغت اللهم فاشهد
نزار العقيلي