• سيكون العام 2024 عاماً حاسماً في تاريخ السودان الحديث .. إذ تتوقف علي مجريات وتصاعد الأحداث فيه تشكيل السودان الديمغرافي والجيوبولتيكي لعقودٍ قادمات ..
• لم العام 2023 عاماً بعداد الشهور والأيام في حياة كل السودانيين المحبين لوطنهم ..كان عاماً بعداد المشاعر والأحاسيس .. عاش الناس أحداثه ويومياته المروعة لحظةً ..بلحظة .. شاهدوا ولأول مرة في تاريخهم القتل والسحل عياناً بياناً وتداولوا مقاطع توثق بالصوت والصورة فظائع لم تعدها البشرية في تاريخها القريب والبعيد ..
• بينما كانت تصاريف القدر تطوي آخر صفحات كتاب العام 2023 ، كان السودانيون العُزّل من كل شيئ إلا إيمانهم بحق الحياة ومواجهة القتلة بشجاعة وبسالة ، كان السودانيون المغلوبون علي أمرهم علي موعد مع تاريخٍ جديد كسروا فيه حاجز الخوف من الرصاص والأسلحة الثقيلة !!
• أخطر تحول في تاريخ الدولة السودانية يرسمه السودانيون الذين ذاقوا طعم الذل والإهانة والصّغَار .. يرسمونه هذه الأيام بكسرهم لقاعدة ( حق الدولة في إحتكار أدوات العنف) ..
• عندما تتأخر الدولة الرسمية عن توظيف قدراتها الجماهيرية والإجتماعية في توظيف إحتكارها لأدوات العنف لحمايةأنفس الناس ، ثمراتِهم وأعراضهم ، عندها سيتحول الضعفاء بحكمتهم وتقديرهم للدولة ، سيتحول هؤلاء إلي قنابل موقوتة وجموع هادرة تدافع عن أعزّ ماتملك في الحياة إذ لم يَعُد لديها ما تخسره سوي أغلال عجزها وخوفها ..
• اتضحت في العام الماضي كل معالم مؤامرة تقسيم السودان ومحو خارطته التاريخية من الوجود .. تم تطبيق الأجزاء الأولي من الخطة علي أرض الواقع ..
• مالم يتحسب له من رسموا مؤامرة تمزيق السودان أن ينتفض الشعب السوداني ويحمل السلاح لمواجهة جحافل جيوش ( سفينة طروادة) الجديدة ..
• المقاومة الشعبية السودانية كتبت نهاية موجعة لكل القوي والأحزاب والجماعات السياسية السودانية من أقصي اليمين ..إلي أقصي اليسار .. هذه الأحزاب التي وقف بعضها داعماً ومسانداً للقتلة والمجرمين واللصوص .. ووقف بعضها عاجزاً عن فعل شيئ في وجه العاصفة ..
• المقاومة الشعبية السودانية ستفرز واقعاً جديداً في تاريخ السودان الحديث .. واقع ستكون فيه قطع السلاح وموديلاته الحديثة مطلوبة للشباب والشيوخ تماماً كما هو الحال مع أجهزة الهواتف الذكية وتطبيقاتها الجديدة ..ستحمل النساء السلاح قبل الرجال ..
• إنه الواقع الذي سترسمه مجريات أحداث العام 2024 .. في عالم اليوم إنتهت أسطورة مراكز البحث وتوقعات الأحداث وقياس الرأي العام .. فمن لم يكن يتوقع أن تقع في السودان ماتقوم به مليشيا التمرد من قتلٍ .. وترويعٍ ونهب باسم الديمقراطية والدولة المدنية ، من لم يتوقع ذلك عليه أن ينتظر الواقع الجديد الذي سترسمه المقاومة الشعبية السودانية الخيار الوحيد أمام السودانيين لمواجهة من شرع في قتلهم ونهبهم واغتصاب كرامتهم بدعوي استرداد الديمقراطية والدولة المدنية !!
عبد الماجد عبد الحميد