• علمت أخيرًا بوجود دور لنشر الكتب، تنتج لك نسختك حسب الطلب. تطلب عنوانًا، فيسألونك عن المواصفات المطلوبة للورق والألوان والغلاف، ويبعثون لك طلبك بالبريد السريع… يعني نظام (دليفري) كأنك تطلب سندويتش كباب من المطعم، وتوصي إن كنت تريده كباب دجاج أم لحم! تريده حارًا أم باردًا…
• توجد تحديات كبيرة أمام الكتاب الورقي في الوقت الحاضر، ولا بد من مواكبة التطور الحاصل في وسائل الإعلام الجديدة، وإلا فإن المستقبل يبدو غير مبشر على الإطلاق. رأيت ذلك في آخر زيارة لي لعاصمة عربية تنشط في النشر والطباعة، وجدت أغلب مكتباتها تحولت من بيع الكتاب إلى بيع الكراريس والدفاتر المدرسية.
• وقد ترى في بعض البلاد ما يشبه (صحوة الموت) للكتاب الورقي، ذلك أن بعض الناشرين صاروا يتبعون طرقًا غير تقليدية في التوزيع والترويج والتسويق.
• كاتبة جزائرية شابة (24 سنة)، استطاعت أن تبيع عشرة آلاف نسخة من رواية لها خلال ساعة واحدة، واصطفت طوابير طويلة من القراء الشباب أمام أبواب المكتبات في انتظار شراء نسخة منها. لقيت المؤلفة الصغيرة هذا النجاح الكبير بسبب ترويجها عن الكتاب عبر منصة اسمها «بوك توك».
• ومما لفت نظري بقوة وجود رواج غير عادي لكتاب بعينه وسط الشباب، وأنا دائم السؤال لمن ألتقيهم من الشباب عن الكتاب الورقي الذي يقرؤونه؟ فتكررت الإجابة بعنوان كتاب معين. وعرفت السر وراء ذلك، وهو أن لاعبًا شهيرًا للكرة في نادٍ أوروبي شوهد في لقطة مصورة وهو يحمل هذا الكتاب.
• وإذ نأسف لقلة الشباب المقبلين على الكتاب الورقي، ينعشنا مرأى قلة ولو قليلة جدًا منهم في معارض الكتب أو بين أرفف المكتبات.
الدنيا لا تزال بخير.
بقلم: عثمان أبوزيد
مجلة الرابطة العدد ٦٨٦ ربيع الأول ١٤٤٥.