سنندم كثيرا على جيش اضعناه باخطائنا وبخيانتنا وبعمالتنا وبحقدنا ومكايداتنا السياسية، وبعد تدمير الجيش ستصبح الدولة دولة فوضى و ميليشيات، وبكل تأكيد، سترفع تلك الدول التي كانت تدعم بكل سخاء لتدمير الجيش يدها عن الوطن، لانها حققت هدفها في تدمير الوطن، ومعروف انهم حاضرون عند التدمير والخراب ولن تجدهم عند التعمير والبناء، كما فعلوا مع دول اخرى، وامامكم العراق و اليمن، السعيد وليبيا وسوريا. وسنحتاج الى زمن طويل جدا حتى نسترد دولتنا وجيشنا واقتصادنا وبنيتنا التحتية وسلمنا الاجتماعي، وسيكون السودان مرتع من لا وطن له، وستمزق القبيلة والاسرة والوطن نفسه حسب الولاءات والضد، وستختفي كلمات (الكيزان) و(الفلول)، الشماعة الزائفة والتي دمرت مؤسستنا العسكرية مصنع الرجال وعرين الابطال، لأن (الكيزان) سيختفون هنا وهناك مع قيادات ونشطاء الوضع الجديد، كما تجدهم الان مع طرفي الصراع، وستكون دمار الجيش بأحلال الصغار بلا تجربة او كفاءة مكان الكبار، وستمنح مناصب عسكرية عليا بين ليلة وضحاها لأناس ليس لهم أي تجربة في العسكرية الا تعبئة خزنة السلاح وتفريغها في الهواء، بلا كفاءة علمية، لا يعلمون حتى فك الخط، وستختفي كلمة (الديمقراطية) الشماعة الزائفة الثانية لدمار الوطن، وستحل محلها قوة القبيلة والولاء للقبيلة فقط، مع اضطهاد قبائل أخرى لا ذنب لها الا انهم وقعوا في مزبلة الاحقاد القبلية، أما اولئك الذين خانوا الجيش من قياداته، ومن حاربوا الجيش بالظاهر والباطن من المواطنين فستجدهم ذابوا في هذا الفوضى لأنهم حققوا اهدافهم في اللهث وراء السلطة والمال، حتى ولو على اشلاء الوطن، أما اولئك الذين انخدعوا بالشعارات الزائفة التي دمرت الجيش والوطن، فلن يفعلوا شيئا غير (الولولة) فقط والتي يمارسونها الان، وسيرمون لومهم وعتابهم على جيش فقدوه، وعلى من وقفوا مع الجيش، واما الصادقون البررة من أبناء هذا الوطن سيكون مصيرهم الاضطهاد داخل الوطن وخارج الوطن، وسيدفعون ثمن وطنيتهم واخلاصهم. هذا هو السيناريو المتوقع لحال الوطن المنكوب، شئنا ام ابينا، ونسأل الله أن لا يصدق ذلك، وان يهيئ لنا من الصالحين والوطنيين جيشا وشعبا من هذا البلاد والذين ليس لهم اهداف حزبية الا الوطن ونماءه والحفاظ على هويته ليعيدوا لهذا الوطن هيبته وعزته وكرامته بعون الله وتوفيقه، وما ذلك على الله بعزيز.
د. عنتر حسن