قال كارل ماركس: التاريخ يعيد نفسه مرتين، المرة الأولى كمأساة والثانية كمهزلة.
يشهد السودان أكثر المواقف لجواره الإفريقي والاقليمي شراهة لتمزيقه في تاريخه السياسي، بل ربما في تاريخ البشرية، لأن ثمنها بلغ الالاف من الارواح البشرية، والفاتورة في تصاعد، ولا يحق لك أبداً التذمر من الثمن المدفوع.
وهو ما حدث بالفعل في قمة الإيقاد بجيبوتي، عندما وصل وفد قيادة مليشيا الدعم السريع المتمردة عبر طائرة خاصة تقل وزير الدولة بالخارجية الاماراتية، إذاً أصبح الدعم الإماراتي لمحرقة السودان معلناً وبكل وقاحة.
الأموال الإماراتية التي سبقت قمة الإيغاد الى جيوب بعض الرؤساء الأفارقة ، ظهرت بوضوح في البيان الختامي، والذي رفضته الخارجية السودانية بكل قوة ، وبهذه المناسبة يستحق وزير خارجية السودان سعادة السفير “علي الصادق” أن ترفع له القبعات على الأداء الدبلوماسي الرفيع والقوي خلال الفترة الاخيرة، وعبره اصبحت مواقف السودان تتضح قليلاً، فهو دبلوماسي محترف، واقعي يتسلح بالخيال، مكوكي بين الأطراف المتناقضة، يفاوض تحت قصف النيران، يذهب إلى أهدافه مباشرة .
الامارات عبر مواقفها الاخيرة ، ورعايتها المباشرة لقيادة الدعم السريع التي تقيم بأراضيها، ودعمها المالي والسياسي للتمرد، عبر توفير الامداد الحربي، واستجلاب خبراء حرب اجانب للتخطيط العسكري للمعارك، بجانب شراء ولاءات دول الجوار، وغيرها من المواقف المكشوفة ، تتحدى السيادة السودانية، وتستمر في استفزاز الشعب السوداني ، وتساهم في زيادة الغبن الشعبي على حكامها عملاء الغرب ، تلك العائلات التي تتسلط على رقاب شعوبها، وتنهب الموارد القومية لتوظيفها لصالح رفاهيتها و التي تعيش حياة البذخ والثراء .
يجب ان يكون الرد السوداني حاسماً، يجب ألا تكتفي الحكومة فقط بطرد دبلوماسيين في السفارة الاماراتية بالسودان ، بل يجب ان يمتد التصعيد حتى سحب قواتنا التي تقاتل في اليمن لحماية الأمن القومي الإماراتي ، (لم تعد فرية حماية بيت الله تأتي أكلها) ، أبناء السودان الذين يساهمون في حماية حكم بن زايد من بطش الثوار “الحوثيين ” في اليمن ، اولى بهم معارك تحرير السودان من الاحتلال الإماراتي عبر وكيله العسكري الدعم السريع ، ووكيله السياسي(المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير) .
يجب ان يكون الموقف السوداني تجاه الامارات اكثر حدة، طرد البعثة الدبلوماسية برمتها ، إغلاق السفارة ، وقطع العلاقات نهائياً هو الرد الأمثل الذي تستحقه تلك الدولة الشريرة التي شيدت على أكتاف السودانيين، أبناء زايد ناكري الجميل تنكروا لمجهودات الخبراء السودانيين في تحويل تلك الكثبان الرملية الى مدن حضرية، وانتشال اولئك البدو من حياة البداوة الى مصاف الحياة المدنية ، وعندما كثرت الأموال في جيوبهم، اتجهوا لرد جميل السودانيين بتدمير بلادهم واحتلالها .
حرب السودان كشفت حقيقة العالم ، وفضحت زيف شعاراته، الديمقراطية تنتحر على حافة تواطؤ الغرب وأمريكا وهم يلتزمون الصمت على كل جرائم الإمارات في السودان ، وتمويلها لعدوان أجنبي استهدف الآمنين في بيوتهم .
محبتي واحترامي
رشان اوشي