الذي ما زال يضحك
لم يسمع بعد-
بالنبأ الرهيب
أي زمن هذا؟!
*بريخت
لم انجح في إفهام البعض فكرتي في مقالي السابق بالعنوان (شرق دارفور-النموذج الليبي)والذي حذرت فيه من استنساخ النموذج الليبي في السودان وذلك بقيام أكثر من سلطة في الدولة الواحدة على مثال تجربة سلطة طرابلس وسلطة بنغازي في ليبيا وكليهما في دولة واحدة وعلى أرض واحدة !
في المقال السابق لم أقل بقيام دولة في شرق دارفور ولا كل دارفور منفصلة عن السودان ولكنى حذرت من قيام سلطات على أرض الدولة السودانية الواحدة تكون موازية للسلطة المركزية القائمة تحت إدارة الجيش ونوهت الى مواقع النماذج المحتملة تلك في دارفور وبعض كردفان بينما تظل الخرطوم محل صراع وتفاوض!
تحذيري المذكور لم يأت من فراغ وانما قام بالأساس على مظاهر تأسيس سلطة الدعم السريع خاصة في شرق دارفور والتى استشهدت بتأييدها صوت وصوره لدولة الإمارات العربية مقابل مواقف الحكومة السودانية من الأخيرة !
أن اكتمال سيطرة الدعم السريع على بعض المواقع في دارفور بعد انسحاب الجيش منها محفز لإعلان السلطة التى نوهت لها على عكس مواقع الصراع الأخرى مثل الخرطوم وكردفان
قيام سلطة لا يعني قيام دولة بالطبع حتى يقرن نجاحها بمقومات الدولة ولعل أشهر سلطة في الراهن هي السلطة الفلسطينية وأدناها سلطة الفاتيكان داخل العاصمة روما
وعلى أرض بلادنا فإن منطقة كاودا ظلت ذات سلطة قائمة منذ سنوات طويلة لا سيادة للحكومة عليها ولا سيطرة للجيش فيها !
النبأ الرهيب الآن أن سلطة للدعم السريع تتشكل على بعض المواقع بل وأغلبها في دارفور وحتى هنا انا لم اتحدث عن دولة أو إنفصال وإنما سلطة تحكم وتحاكم الناس !
السلطة يمكن أن تكون سلطة قهر وإحتلال وإذلال ولا يشترط في قيامها رضا كل المجتمع كما هو الحال اليوم في غالب المناطق التي احتلها الدعم السريع في دارفور دون رضا مجتمعاتها
بالمناسبة/حتى قيام الدولة لا يحتاج إلى منافذ لتكون موانيء على البحر -ليس شرطا يعني!
بقلم بكرى المدنى