المليشيا ترتكب جرائم وفظائع في التُّكمة

أصابتني الصدمة و أنا أشاهد مجموعة فيديوهات توثق لجريمة مليشيا الدعم السريع المتمردة و هي تعتدي على قرية التكمة الوادعة شرق مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان قتلاً و نهباً و تقضي على الأخضر و اليابس و تهجر أهلها و سكانها المدنيين الذين كانوا على وشك حصاد محصولاتهم الزراعية بعد موسم تخللته إضطرابات و تحديات أمنية كثيرة !!

و قد صاحبت الفيديوهات عبارات عنصرية بغيضة و كلمات نابية لا يستحي أصحابها من الظهور علناً و هم يرفعون أسلحتهم و يتوعدون السكان بالموت حال تفكيرهم في العودة إلى قريتهم مرة أخرى ( يبدو أن سياسة التهجير هي أحد الأهداف الرئيسية للمليشيا حيثما حلت ) !!

من الواضح أن المليشيا و بعدما قامت به من جرائم تصفية و تطهير عرقي في الجنينة و بعض مدن دارفور تسعى لنقل تجربتها تلك إلى جنوب كردفان التي ظلت عصية أمام كل محاولات زرع بذور الصراع العرقي و القبلي في تربتها رغم تطاول التمرد فيها و الذي سبق تمرد دارفور بأكثر من عقدين من الزمان ، و السبب في ذلك يعود مباشرة إلى حالة التعايش القوي و التصاهر و الأعراف الحاكمة و (الأحلاف) التأريخية القائمة بين مختلف قبائلها و مكوناتها الإجتماعية ، و بإذن الله فإن المليشيا و من يقفون وراءها من قوى الشر بالداخل و الخارج لن يجدوا ضالتهم في جنوب كردفان .

إن ما قامت به المليشيا في قرية التكمة يضاف إلى سجلها الأسود و جرائمها ضد المدنيين و سعيها لنشر الفوضى في كافة ربوع الوطن .

رسالتي لأهلي في جنوب كردفان و بصفة خاصة لقادة و حكماء الإدارة الأهلية لا تدعوا الفرصة للمليشيا لتزرع الفتنة بين قبائلكم و مكوناتكم الإجتماعية و يجب عليكم أن تبذلوا كل الجهد حتى لا تصبح جنوب كردفان ساحة للإقتتال العرقي و القبلي و تتحول إلى دارفور أخرى .

ثم رسالة أخيرة أوجهها إلى ضباط و جنود الحركة الشعبية أما آن لكم أن تضعوا حداً لتماهي قيادتكم و تنسيقها مع المليشيا المتمردة المجرمة بتعليمات خارجية و أنتم تشاهدون جرائمها و انتهاكاتها ضد الولاية و سكانها !!

أما آن الأوان لفتح طريق الدلنج كادقلي الذي يمثل شريان حياة لعاصمة الولاية و جميع المحليات الجنوبية و تقوم قواتكم بقطعه عند منطقة ( الكرقل و السماسم ) منذ عدة أشهر بالتزامن مع إعتداءات المليشيا اليومية على طريق الأبيض الدبيبات الدلنج الأمر الذي أحال حياة المواطنين إلى جحيم و حرمهم من وصول السلع الغذائية و الدواء و المحروقات حتى بانت كادقلي على حافة كارثة إنسانية حقيقية تهدد حياة الناس !!
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
7 ديسمبر 2023

Exit mobile version