□□ سقوط الانقاذ مصير محتوم وطبيعي.
□ عندما يغمض أولي الامر أعينهم عن سنن التحولات ووقائع السياسة إذ استنفدت أسباب بقائها الأول، وكان عليها إما اجراء إصلاحات عميقة وجراحات قاسية تؤمن انتقال سلس للسلطة، تقود إلي انتقال ديمقراطي أو السقوط المدوي لأن سنن التاريخ لا تتغير.
□ البعض ظن أن ذات السياسات والتكتيكات التي أخرجتهم من مآزق سابقة ستنجح مرة أخري.
□ هذا السقوط أكبر من إن ينسب للأفراد، رغم تفاوت كسبهم ودورهم، بل هو تصدع كامل النظام، وتآكله من الداخل، وغيبوبة عقله السياسي.
□ وهم الحفاظ على السلطة أكثر من الاقدام علي دفع استحقاقات التغيير والإصلاح.
□ اختلف مع الرأي الذي يقول إذا تم تعيين فلان رئيس وزراء أو فلان نائب رئيس أو اختار الرئيس علان مديرا لجهاز الامن لتغير الحال.
□ القضية لم تكن الأفراد، بل إن كل النظام فقد مبررات استمراره، ووجوده السياسي، لإنه لم يستجب لضرورات التغيير واستحقاقات الإصلاح كما ينبغي أن تكون.
□ كانت أحد مقاتل النظام في فترته الاخيرة إدارة السياسة عبر التدابير الأمنية، وفقدت المؤسسات السياسية استقلاليتها في التفكير وطرح شروط الاصلاح.
□ ومن مأمنه أتت مقاتله.
□ كتبتُ من قبل في مقال نشر في السوداني عام ٢٠١٦م بعنوان ( الانقاذ خاتمة اليمين السياسي في السودان): إن التاريخ سيحكم علي البشير ليس من خلال انجازاته الاقتصادية أو الخدمية أو السياسية؛ لكن من خلال قدرته علي نقل السلطة بصورة منظمة وسلسة إلي جيل جديد، وفق معاييرٍ ديمقراطية، تنال الشرعية والرضى الشعبي.
□ الانقاذ أكثر الأنظمة السياسية أثراً في تاريخ السودان، لها ما لها وعليها ما عليها.
□ الأن هي جزء من تراث و تاريخ تجاربنا السياسية، لكن ما هي العبرة والدرس المستفاد؟
□ استمرار التلاوم والتنابذ بالالقاب، واسترجاع مرارات الماضي، هي حيلة الأمم العاجزة عن صناعة حاضرها ورؤية مستقبلها.
□ هذه الحرب التي نعانيها من صنع أيدينا، وسوء تقديرنا، وجهلنا بأقدار شعبنا، وتاريخنا، ودولتنا، والتمعن في تجارب الدول التي مرت بذات النفق.
□ هذه الحرب ليست مسؤولية الطبقة السياسية التي اشعلتها، أو النخب التي باعت أو اشترت في أقدار الوطن، بل هي مسؤولية الضمير الجمعي للأمة، الذي إما أن ينهض ليتحمل مسؤولياته التاريخية، إذ أن عجز السياسة تجبره نهضة الأمة، لأن الشعوب لا تهزم. وإما أن يتفرج علي مزاد بيعه العلني لمن يدفع أكثر.
□ صفوة القول والبيان: الرهان علي الشعب لا الطبقة السياسية المأزومة بمسأوماتها ورهاناتها وتطلعاتها وخيباتها وخيانتها التاريخية.
السفير. خالد موسى دفع الله