هل يتعلق تفجير جسر شبمات بمعارك دارفور وليس الخرطوم كما يبدو ظاهرياً؟ بمعنى أن الهدف هو فصل قوات الدعم السريع الموجودة في الخرطوم وفي الضفة الشرقية من النيل عن دارفور وقطع طريق عودتها إلى هناك وليس العكس.
فكرة نقل الحرب إلى دارفور التي نقرأها كتحليل هي بالنسبة لإستخبارات الجيش معطيات مؤكدة. فإذا كان الدعم السريع قرر العودة إلى دارفور والسيطرة عليها فلماذا أسمح له بسحب قواته ونقلها وتوظيفها ضدي لماذا لا أقطع الطريق وأعزلها في الخرطوم وأقضي عليها في مكانها؟
هذا ربما يفسر إصرار المليشيا على احتلال كبري خزان جبل أولياء ومشاركة عثمان عمليات شخصياً وظهوره لأول مرة منذ بداية الحرب. الدعم السريع قد قرر الانتقال إلى دارفور وينتظره فيها ما ينتظره وقد هرب بالفعل قائده عبدالرحيم دقلو إلى هناك، والانسحاب من الخرطوم ربما يكون مسألة وقت مرتبطة بالمناورة السياسية والتفاوض ولكن عسكرياً يبدو أن المليشيا قد حسمت أمرها بالعودة إلى قواعدها في دارفور.
حليم عباس