ليس هناك أدنى شك أن معركة الكرامة التي يخوضها شعبنا ضد مليشيا الغدر والخيانة هي معركة تدور على ثلاثة جبهات رئيسية ومهمة على رأسها بالطبع الجبهة التى يخوضها الجيش بكل منسوبيه من قوات خاصة وهيئة عمليات ومستنفرين تنادوا لحماية الأرض والعرض والشرف وهي الجبهة التي لايستطيع أحد أن يقلل أو يشكك في حجم التضحيات والإنتصارات التي قدمت فيها وأبطالها كسروا أنف المليشيا التي أعدت عدتها وعتادها بليل لتنفيذ سيناريو الغدر!!
أما الجبهتان الأخريان فهما جبهتي الإعلام والدبلوماسية والأولى سأعود لها لاحقاً وبالتفصيل لأنني الآن بصدد الحديث عن جبهة الدبلوماسية التي ظلت وطوال الشهور الماضيات لاعباً وهدافاً حريفاً أجلس على كنبة الاحتياطي بشكل مبهم رغم أنه يستطيع أحراز الهدف الذهبي وتغيير النتيجة..
ودعوني أقول أن واقع الدبلوماسية السودانيه والدور البطئ الذي ظلت تقوم به يجعلنا نضع العديد من الأسئلة المهمة على طاولة السيد الوزير على صادق وأول هذه الأسئلة الجوهرية كيف تظل الكثير من المحطات المهمة جداً جداً من غير تمثيل دبلوماسي رفيع والخارجية السودانيه غنية بالسفراء والدبلوماسين الأكفاء المعتقين المخضرمين الذين وللأسف الشديد (ركنهم )الوزير على جنب تحت مبرر أنهم عملوا في النظام السابق وهو حديث يرد على قائلة أن كان فعلاً هو مبرر الوزير والثلاثون عاماً الماضية لم تثنني سودانياً لم يعمل راضياً أو مجبراً أو مكرهاً في مؤسسات الدولة السودانية وهؤلاء جميع تعلموا بمال الشعب السوداني وتدربوا من مال الشعب السوداني وأن الأوان أن يردوا الدين للشعب السوداني أما حكاية أنهم عملوا أبان النظام السابق فهذه كلمة حق أريد بها باطل لأنه لو طبقناها بعدالة فأن الجميع سيجلسون في منازلهم وأول هؤلاء يامعالي الوزير رئيسك ورئيسي الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي كان ملحقاً عسكرياً في سفارتنا في الصين إبان نظام الانقاذ وعلى هذا (قس وفصل)
لماذا يصر علي الصادق أن يحقق رغبة بعض الدول التي تحدد لنا من نعين في سفاراتنا واختطف إرادتنا وقرارنا
ودعوني أقول أن هذا الفراغ الدبلوماسي الذي يبدو أنه مقصوداً منح الفرصة كاملة لوفود قحت بالتجول في العواصم والمدن لأنها وجدت الملعب خالياً اها وليس هناك عمل دبلوماسي رسمي يوضح ويفسر الأزمة السودانيه بشكلها الحقيقي (ويخت) هؤلاء العملاء في علبهم..
دعوني أسال السيد وزير الخارجية ماالذي يجعله يمارس الصمت الغريب في هذا الوقت المهم والرجل حتى الان لا أذكر له تصريحاً واضحاً يدين فيه هذه المليشيا ويحملها الجرائم والأنتهاكات ألتي أرتكبتها ضد شعبنا ..ماالذي يجعلك ياسيادة الوزير تقف موقفاً هو أقرب للحياد الذي يجب أن لايكون موقف من هو في موقعك ومسؤولياتك
ياسيدي الوزير هذه المعركة يجب أن تقودها الدبلوماسية السودانية بقوة وشراسة على كافة الأصعدة والمستويات وهو ما يجعلني أوجه حديثي مباشرة للفريق الأول البرهان وللفريق أول شمس الدين كباشي أن المجاملة في أستمرار علي الصادق وزيراً للخارجية هي مجاملة علي حساب وطن يضيع ويتمزق وتقطع أوصاله هي مجاملة على حساب جبهة مهمة يجب ألا تتوقف راجماتها أو مسيراتها لحظة وإن كانت هناك عدالة في التعيين وحرص على مصلحة هذا الوطن المنكوب فأن الأحق والأجدر بهذا المنصب هو السفير دفع الله حاج علي والرجل على حد علمي عمل في الخارجية السودانيه أكثر من ستة وأربعون عاما يعني حتى قبل أن تفكر الإنقاذ في أنقلابها إن كانت هذه هي التهمة التي قصمت ظهر الكفاءات وأفقدتنا كثير من الخبرات والرجل عمل في محطات دبلوماسية مهمة على رأسها نيويورك وهو مالم لم يتاح لوزير الخارجية على الصادق الذي عمل في سفارتين غير إستراتيجيتين في لبنان واليونان إذا كانت فعلا المسألة كفاءة وخبرة والرجل يجيد عديد من اللغات تجعله خياراً مناسباً لهذا الموقف والمهم والأهم أنه ظل جندياً مقاتلاً منذ أندلاع هذه الحرب بموقف واضح وصرامة وسيف لم ينكسر ويكفي أنه الآن يعمل باجتهاد لإنهاء مهمة اليوناميتس في السودان وهو أمر ليس على هوى القحاتة مما يجعل وجود علي الصادق هو خيارهم المفضل خاصة وعلي الصادق هو من قاد خطوة الإعفاء عن السفراء القحاتة الذين طعنوا البرهان في ظهره وتمردوا في سفاراتهم وأعادهم للخدمة وكان حصادهم صفراً
لكل ذلك وبناء على هذه المعطيات المهمة على القيادة أن تعلم أنها للأسف مارست حفر الأبرة في ملف الدبلوماسية حتى كاد الرماد يكيل حماد فأطلقوا هذا المارد من قمقمه وأوفدوا سفاراتنا ببعثات قادرة على إدارة هذه المعركة وتأمين جبهة البلاد البلوماسية حتى لانتكبد فيها مزيداً من الخسائر والضربات اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
أم وضاح