🔴 الجيش استلم زمام المبادرة في معركة الخرطوم وانتقل من الدفاع إلى الهجوم

لقد استلم الجيش زمام المبادرة في معركة الخرطوم وانتقل من الدفاع إلى الهجوم، وسيطرة المليشيا على جبل أولياء لن تغير من مسار المعركة في الخرطوم. وهذه هي حججنا.

الجيش كان قد بدأ بالفعل المعركة البرية في أم درمان بشكل خاص، ونسف كبري شمبات جاء في هذا السياق؛ سياق تقدم الجيش واستلامه زمام المبادرة. بالنسبة لمعركة جبل أولياء أهم سؤال هو من يتحرك من موقع الفعل وبموجب استراتيجية ومن يتحرك من موقع رد الفعل بدون أي خطة. المليشيا لم تهاجم جبل أولياء في إطار إستراتيجية هجومية معينة للتوسع والسيطرة؛ ولكنها فعلت ذلك كرد فعل على فقدانها لكبري شمبات كمحاولة للتعويض. ولكن عندما استلمت كبري الخزان كان خارج الخدمة سلفاً.

لم تكن السيطرة على جبل أولياء ضمن أهداف المليشيا. أهداف المليشيا منذ بداية الحرب كانت السيطرة على القيادة العامة والمدرعات وسلاح الإشارة والمهندسين ووادي سيدنا. وفشلت في تحقيق أي هدف من هذه الأهداف. من يتكلمون عن تقدم المليشيا عسكرياً وامتلاكها أسلحة نوعية مسيرات وغيرها يبدو أنهم يتجاهلون هذه الحقيقة عن عمد، والهدف قد يكون بث اليأس والإحباط. عن أي تقدم للمليشيا تتكلمون وهي فشلت في جميع أهدافها في قلب الخرطوم، وآخرها معارك المدرعات والقيادة العامة وكلنا شاهدنا خروج الجيش في منطقة الشجرة العسكرية وتنفيذ عمليات في محيط المنطقة بعد أن كان تحت ااحصار والهجوم ورأينا قائد سلاح المدرعات وهو يبشر بقرب الانتصار على المليشيا. أين كانت قوة المليشيا ومسيراتها وهي تندحر في المدرعات وفي القيادة العامة؟

ستستمر عمليات الجيش في العاصمة بنفس الوتيرة، وفق الخطة المسبقة للجيش. لم يتغير شيء. الذي تغير في العاصمة هو وضع المليشيا. من المؤكد أنها سحبت قوات من مناطق في الخرطوم وشرق النيل من أجل معركة جبل أولياء ومن المؤكد أن ذلك سيحدث خللاً في انتشار وقوة المليشيا في بعض المناطق لمصلحة الجيش. هذا ما يجب أن تواجهه المليشيا. باانسبة للجيش سيواصل عمله بنفس الوتيرة وربما أسرع.

تكون المليشيا قد حقتت انتصاراً إذا استطاعت إجبار الجيش على تغيير خططه بشكل كامل وبالذات في معركة الخرطوم ووضعه في خانة رد الفعل. وهذا ما لم يحدث. الجيش ينتقل من مرحلة الحصار والدفاع عن معسكراته إلى مرحلة المبادرة والهجوم، والمليشيا تقاتل من أجل الحصول على منفذ لا تعرف إن كانت تريد استخدامه للهروب أم بغرض الدعاية الإعلامية.

حليم عباس

Exit mobile version