مأساتي في حرب البسوس الثانية!
قبيل فجر السبت الخامس من أغسطس كنت نائما عند باب بقالتي ..
فأيقظني شابان ملثمان و هما على دراجة نارية ( موتر) و على كتف أحدهما كلاشنكوف!
ففزعت منهما و أنا أمسح النوم عن عيني ..
و قبل أن يذهب عني الروع جاءتني سيارة ملطخة بالطين !
نزل منها سائقها و انضم إلى زميليه و كان ملثما مثلهما بل أشد ..
قالوا لي : قوم قوم افتح نريد أشياء ..
القوم قد رأوا بابا موصدا و ظنوا أن وراءه كنزا و ثروة عظيمة ( شايفين القبة قايلين تحتا فقير! ) ..
ففتحت لهم لما خفتهم !!
و دخلوا معي فازددت خوفا ..
و قبل أن أسألهم عن طلباتهم قالوا لي : نحن ما حرامية زي ما بقولو علينا نحن في حاجة إلى طعام و ما عندنا مال !!!
و علمت ملخص طلبهم و هدفهم من طريقة كلامهم .
قالوا : دايرنك تطلق لينا غصبا عنك إن أبيت !
و اعجب معي من طلب دين بهذه الصورة المضحكة المبكية !
فقلت لهم : أروني وجوهكم و أملوني أسماءكم و مكان إقامتكم و لن أبخل عليكم إن شاء الله ..
فأنزل صاحب الكلاش سلاحه و هيئه و قال : كدا بس تدينا و لا …..
فقلت لهم : خذوا حذوا ….
فأخذوا كل شيء يؤكل و يشرب ثم عمدوا إلى صندوق المال فأخذوه جميعه و لم يبقوا منه على شيئ إلا على نفسي و حسرتي ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون .
أما بعد فإن هذا الذي حدث لي شيء يسير جدا و تافه حقا إذا قورن بفقد الأرواح و وأد الأشباح و انتهاك الأعراض و غيرها من الأمراض العراض ..
أيها الناس قد أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة .. فعلينا أن نضرع إلى الله سبحانه و نفزع إليه نلوذ به و نعاهده على ترك المعاصي التي كنا فيها ..
لا تنتظروا دولة أو نظاما يغير حالنا بل يجب أن نفر إلى الله وحده مع الأخذ باسباب الخلاص من توبة صادقة و حكمة راشدة ..
هذا بلاغ للناس و لينذروا به ..
مسعود عبدالله