تنظيم وليس تقسيم السودان!

من الدروس القاسية للحرب الجارية والحروب السابقة إن الإصرار على الإستمرار في الشكل القديم للسودان لن يولد سوى حروب تالية!

إن لم نعى الدروس فستكون النتائج المتكررة هى الرسوب الدائم (لم ينجح أحد)!
كامل النجاح في إعادة تشكيل السودان على نحو يناسبه في الحكم و يمنح الأقاليم صلاحيات كاملة في السلطة والثروة على ان تبني الأقاليم نفسها مركزا موحدا للحكم السيادي يشرف على كل البلاد

ان العودة للمركزية السابقة عودة للفشل والمناداة بفصل دارفور دعوة للإستمرار في الحرب والتوهم بنجاح فكرة البحر والنهر إعادة إنتاج للمواقف القديمة على أراضي جديدة !
ان الثروة والسلطة في الغرب لدارفور وكردفان في أقاليمها ومثلها للجزيرة وبحر ابيض على الوسط ومن سنار وحتى الدمازين السلطة والثروة للنيل الأزرق والشرق الكبير للبجا ومن ساكنهم على البحر وفي الأرض وللشمال الشريط النيلي من السبلوقة وحتى حلفا والمركز للجميع ومن الجميع

لن تكون هناك غلبة لأقليم على بقية الأقاليم ولا مركزية قابضة عليها والمركز نفسه يجب ان يكون صناعة الأقاليم وليس العكس !

بعد تمكن كل أقليم من سلطاته وثرواته يشارك بقية الأقاليم في إدارة السودان سياديا بالمشاركة في مجلس الحكم الشرفي السيادي مع المشاركة الأصيلة في سياستي الدفاع والخارجية بإعتبارهما مجالات سيادية ايضا

رمزيات الوحدة وشكلياتها مثل العملة والعلم وحتى طوابع البريد تبقى كما هي و الوحدة الحقيقية بين ابناء السودان في الوجدان المشترك وليس الوحدة المفروضة بالسلطة المركزية القابضة

ان الحكم الأقليمي يحقق رفاه وتقدم الإقليم نسبة لتوظيف موارده لصالح إنسانه بشكل مباشر

إن أراد الجنوب العودة للوحدة مع أستقلالية الأقاليم فذلك أفضل من العودة عبر تشغيل المدافع !
سيبقى السودان رمزا ووطنا للجميع مع الحكم الأقليمي

بقلم بكري المدني

Exit mobile version