في محاولة يائسة لرفع طلقة الجيش عن رأس المرتزقة ظهر مرة أخرى تجمع المهنيين دفاعا عن ولي نعمته وجناحه العسكري عربان الشتات. حيث نقل موقع الجزيرة السوداني تصريح التجمع: (ندين استمرار الإنتهاكات من قبل الإستخبارات العسكرية التابعة للجيش تجاه المدنيين واستهداف العاملين في القطاع الصحي بالاعتقالات والإخفاء القسري). لا نريد الدخول في مغالطات لأن اليساري بطبع حاله (أجوف) كعجل السامري له خوار. ولكن أسئلة فرضت نفسها نضعها على منضدة ذلك التجمع الوهمي. ولا نريد منهم إجابة. لأنها معلومة لدى العامة. أين أدانتكم للمرتزقة وهم يغتصبون حرائر العاصمة؟. أين أنتم من سوق دقلو بدارفور لبنات الخرطوم؟. أين أنتم ودور الحكومة محتلة من قبل تلك المليشيات؟. أين أنتم والقتل في دارفور على السحنة القبلية؟. أين أنتم وممتلكات الشعب السوداني غنيمة للمرتزقة؟. أين أنتم وذاكرة الشعب السوداني ممثلة في كل إرثه الثقافي في خبر كان؟. أين أنتم وحياة الناس قد توقفت تماما؟. أين أنتم والبنية التحية تحت رحمة هؤلاء الجهلاء؟. أين… أين… أين….إلخ. ولكن لقد كفانا فهم وعقلانية الشعب مؤونة الإجابة. إذ كل تلك المصائب والإنتهاكات نجد تجمع المهنيين هو رأس الرمح فيها. حيث يمثل الوجه الآخر للمرتزقة. بمعنى ما من مصيبة حلت بهذا الوطن إلا ومن ورائها ذلك التجمع الوهمي. وخلاصة الأمر إدانة ذلك التجمع للجيش في تقديرنا نابعة من خوفه على ملاحقة منسوبيه من الأجسام الهلامية والمتعددة (الطابور الخامس) حيث بدأت ملاحقة تلك الأجسام بقوة القانون. لأنها ساهمت بتدمير الوطن بإطالة أمد الحرب. لأنها عين المرتزقة التي ترى بها. وأذنها التي تسمع بها. ويدها التي تبطش بها. ورجلها التي تسعى بها.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٣/١١/١٣