إذا أخذنا بالواقع والمعطيات الموضوعية، موقف البرهان وكذلك موقف مؤسسة الجيش من المليشيا المتمردة ظل ثابتاً منذ اندلاع هذه الحرب.
بعد خروج البرهان من القيادة قام بحل قوات الدعم السريع وإلغاء قانونها مع استمرار المعركة العسكرية ضدها. هذا أقصى موقف يمكن اتخاذه؛ حل المليشيا والعمل على تدميرها عسكرياً.
خطاب البرهان اليوم في القمة الأفريقية-السعودية هو تأكيد لهذا الموقف الذي ظل ثابتاً. ومن الواضح أن البيان الذي الذي أصدرته الخارجية السعودية، باستثناء البند المتعلق بالمساعدات الإنسانية، لا يعكس أي اتفاق حقيقي بين الجيش والمليشيا، خصوصاً النقطة المتعلقة بوقف التصعيد الإعلامي ومحاسبة مؤججي الصراع.
البرهان، كممثل للدولة السودانية في هذه القمة، لا كممثل للجيش كما تطالب المليشيا وحلفاءها، أعاد التأكيد أمام القادة الأفارقة والسعوديين والعالم على توصيف مليشيا الدعم السريع بالمتمردة/الإرهابية/العنصرية/ التي تقاتل بمساندة مرتزقة أجانب وبدعم خارجي إقليمي ودولي، واستنكر الصمت والتجاهل الذي تجده جرائمها وممارساتها وجدد رفض المساواة بين المليشيا والجيش السوداني.
الخطأ الذي وقع فيه كثيرون هو قراءة موقف الجيش من بيان الخارجية السعودية، بل البعض تبنى وروج لدعاية المليشيا، وليس من إعلان قيادة الجيش. صحيح الجيش لم يصرح في لحظتها، ولكن لمعرفة موقف الجيش يجب متابعة أقوال وأفعال الجيش وليس الوسطاء أو أي جهة أخرى.
وفي الحقيقة فقد أكد الناطق الرسمي للجيش بأن مؤسسة القوات المسلحة على قلب رجل واحد قيادة وضباط وجنود مصممة على دحر المليشيا. هذا هو موقف الجيش ولكن البعض يتعمد تجاهله.
حليم عباس