متى تنتهي الحرب في السودان ؟

“متى تنتهي الحرب”؟ هذا هو السؤال الذي صار متكرراً وبإلحاح، بعد (7) أشهر من الحرب الدائرة، واستراتيجية التدمير الممنهج التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع في الخرطوم ودارفور، تحت عنوان التخلص كلياً من “القوات المسلحة” تنظيماً وعسكراً وسلاحاً وسياسة.
ولكن تأكد ل”دقلو” أن اليوم التالي الذي يحلم به سيطول انتظاره، وان أمامه القتال لوقت أطول، وإنفاق الكثير من المال والرجال، ومزيداً من الضغط الأمريكي، للوصول إلى مرحلة توازن القوى التي تؤهله للحصول على اتفاق سلام.

“محمد حمدان دقلو” أكد في تصريحاته يوم ١٥/ أبريل، أنه يحاصر “البرهان” في القيادة العامة للجيش، وأنه سيلقي القبض عليه خلال ساعات، قبلها وعد داعموه الإقليميون بأنه سيقتلع السلطة من الفلول ليسلمها لعملائهم على طبق من ذهب خلال أيام.

“دقلو” بعد دروس المرحلة الأولى، تبين له أن ذلك قد يستغرق وقتاً اطول، لذلك كان استمرار الحرب في الخرطوم ومن ثم إنتقالها تدريجيا الى دارفور، ومجمل التصعيد الذي حدث خلال الايام الماضية والذي اتخذ خطاب جديد، منتقلاً بخفة القرد من رحلة البحث عن الديمقراطية مروراً بالقتال من اجل القضاء على دولة ١٩٥٦م، وأخيراً الحرب من اجل حقوق المهمشين في دارفور.

كل تلك الشعارات يسعى “دقلو” الى تحقيقها عبر ارتكاب المجازر ضد المدنيين، محاولات إبادة المجموعات الإثنية التي تعيش صراعاً قديماً ضد حاضنته الاجتماعية، وتهجير السكان المحليين واستبدالهم بعوائل المرتزقة الذين يقاتلون في صفوف جيشه.

تفعل مليشيا الدعم السريع كل ذلك امام ناظري المجتمع الدولي والغرب الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان، بدلاً عن ادانة “آل دقلو” تسعى الولايات المتحدة لإيجاد مساحات عودة لقادة التمرد وحلفائهم المدنيين الى السلطة عبر “عقد إذعان” يجد الجيش نفسه مجبراً على قبوله، لأن المليشيا ترتكب الفظائع ضد الشعب، ودول الجوار تشارك بفعالية في مؤامرة تركيع الدولة السودانية، حتى مصر التي فتحت ذراعيها لاشقاءها السودانيين، تنصلت عن مساندتنا نتاج ضغط اماراتي وامريكي هائل على نظام الرئيس “السيسي”، فالاستثمارات الاماراتية بمصر ضخمة ومؤثرة على اقتصادها.

اتجاه السودان نحو المحور الشرقي هو المخرج الوحيد للحصار المفروض عليه، وبالفعل بدأ نائب رئيس مجلس السيادة “مالك عقار” اولى جولاته الشرقية، وبحسب المعلومات التي تحصلت عليها، زار “عقار” الصين، برفقته وزيد الدفاع، ومسؤول رفيع بمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية،، بذل خلالها رجل الدولة القوي جهوداً كبيرة، في سبيل إقناع الحكومة الصينية بضرورة تنشيط

العلاقات بين الدولتين في جميع المجلات (الثقافية، العسكرية، الاستثمار بانواعه)، قبلها التقى قيادات الدب الروسي بموسكو، وعلمت ايضا ان الحكومة السودانية ستوفد مبعوثا لجمهورية “إيران” خلال ايام، ربما يكون “عقار” نفسه.

نشاط نائب رئيس مجلس السيادة الدبلوماسي حقق نجاحاً باهراً، سيفضي الى نتائج ايجابية تصب في مصلحة استقرار الدولة السودانية واعادة ترتيب بيتها الداخلي، اتجاه السودان شرقاً هو القرار الصحيح الذي جاء متأخراً، وهو بداية الطريق لانهاء الحرب بما يحفظ للجيش السوداني وجوده وسلطته الشرعية.

النقيب “ابراهيم تراوري” ذلك الجندي الثائر الذي انهى حقبة الحكام العملاء في بلاده “بوركينا فاسو”، قال ليلة توليه السلطة عبر انقلاب عسكري “اليوم خلصنا بلادنا من استعمار الغرب”.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

رشان اوشي

Exit mobile version