بعد وقت قريب إن شاء الله ستعودوا للخرطوم.. نعم، لكن عودوا محملين بالصور والمشاهد والأصوات، محملين بملامح الشهداء ورباط المجاهدين، عودوا لها أكثر حقدًا على من ظلم وتخاذل! أكثر بعدًا عن كل تافهٍ فارغ، أكثر دراية بالسياسة وبالأسباب التي أوصلتنا لما نحن فيه، أكثر متابعة للأحداث بفاعلية، أكثر وعيًا وانتباهًا، لقراءة فقه الواقع والأحداث.
عودوا أكثر دينًا وأثبت يقينًا وأشدّ إيمانًا، ضعوا للأمور موازينها، عرفتم عدوكم وأدركتم خطأكم فلا تكابروا بعد أن عرفتم الطريق، فالزموا، تغيروا اليوم فاثبتوا، صدقتم الطلب فأخلصوا، كونوا المؤمن القويّ في كل ميدان، خبئوا نوايا عظيمة، وكونوا أبناء الآخرة، تفوقوا وقتًا وقدمًا وغرسًا، ولا ترتضوا الدون ساعة!
ذاك الذي مرت عليه الأحداث دون زادٍ واختلاف، لا تعوّل عليه، لا ننتظره، نحتاج القلة الثابتة، القليل الصادق، أما الذي مال عن استقامة، فليبحث عن قلبه جيدًا، فإنه لا قلب له.
المقداد خالد