يا فتاح يا حليم…
فتحت بعد صلاة الفجر كالعادة جهاز الهاتف لأعرف ماجريات عالمنا، فوقعت عيني على رسالة تسأل: ما رأيك في فيديو حميدتي الجديد؟
بدأت مشاهدة الفيديو. ونحن بحكم التخصص مدربون على تلقي أي رسالة إعلامية بالشك المنهجي، مع الالتزام الشديد بثلاثة عناصر لا بد منها لتقييم أي محتوى إعلامي وهي: الصدقية، والموضوعية، والموثوقية.
ومن خلفيتي الدراسية أعرف أن أي خبر كذب يحمل نقيضه داخله. الشائعة مهما تكن محبوكة، تنطوي على هذا النقيض الذي ينطلي على الكثيرين فيتأثرون بالشائعة ويصدقونها.
وجدت الجنود الذين يخاطبهم حميدتي يلبسون كمامات… ذلك هو النقيض الذي أبحث عنه. وهناك إشارة من المتحدث أنه يتكلم من داخل فندق السلام روتانا بالخرطوم.
موضع شك كبير أن يتحدث حميدتي إلى متدربين داخل فندق بالخرطوم، ليس لأننا نستبعد التدريب في الفنادق، فإن بعض الحركات دربت جنودها داخل شقق في الخرطوم، لكن لأن الوضع الأمني في هذا الفندق بالذات قد لا يسمح بذلك.
أحاول أن ابتعد عن الأحكام المطلقة، وأتكئ على نظرية لفهم المشهد المرتبك حاليا.
إن من شروط التحليل السليم استخدام المنهج التاريخي.
غالب الحركات التي برزت في التاريخ على شاكلة الدعم السريع كانت نهايتها على يد القوى التي قامت على أكتافها… النازية قامت على القوة الباطشة للجيوش، وكانت نهايتها على أيدي الجند أنفسهم. الحركة الشيوعية نشأت على أكتاف الطبقة العاملة واللروليتاريا، وانتهت على أيدي العمال أنفسهم.
وحين تتوجه قوات الدعم السريع نحو دارفور بعد الهزيمة في الخرطوم، إنما تسعى لحتفها بظلفها. هي قامت على أكتاف المجندين من دارفور، وسوف تدفن هناك على أيدي مجنديها.
سنن الله تعالى لا تتخلف.
عثمان أبوزيد