حاج ماجد: للتأريخ أكتب تحصين كردفان (2)

أسباب عديدة وضعت كردفان في قائمة الإستهداف بعد الجنوب و دارفور من قبل الجهات المعادية و من قبل حركات دارفور المسلحة التي تريد بالطبع توسيع دائرة نفوذها مثلما فعلت الحركة الشعبية عندما نقلت الحرب إلى جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق و حاولت نقلها إلى دارفور نفسها عبر تجهيزها لحملة داوود يحي بولاد في العام (1991 – 1992).
يمكن حصر أسباب إستهداف كردفان في الآتي :
1/ هي جزء من الوطن الكبير الذي ظل يتعرض منذ عقود طويلة لمؤمرات و مخططات ( الصهيوماسونية ) العالمية الرامية إلى تمزيقه و تقسيمه إلى عدة دويلات الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا بنشر الفوضى و النزاعات المسلحة في كافة أرجائه .
2/ تتمتع بموقع إستراتيجي و هي ملتقى طرق تربط غرب السودان ببقية أقاليمه و مدنه في الوسط و الشمال و الشرق .
3/ توجد بها موارد مهمة و متعددة و تنتج معظم سلع الصادر التي تسهم بقدر كبير في الميزانية العامة للدولة ( البترول – الثروة الحيوانية – الصمغ العربي – و العديد من المنتجات الزراعية النقدية مثل الكركدي و القول السوداني و السمسم و حب البطيخ )
لذلك فإن نشوء أي صراع أو نزاع مسلح فيها يحرم السودان من موارد إقتصادية مهمة .
4/ إنسان كردفان يمثل و يجسد وسطية الفرد السوداني و يتمتع بمقبولية و تقدير من كافة أهل السودان ، لذلك فإن إدخاله في دائرة النزاعات و الصراعات المسلحة سيحدث خللاً كبيراً في المجتمع السوداني و يؤدي إلى إضعاف تماسكه .
5/ بعض قبائل كردفان قامت بدور كبير في التصدي لمشروع الحركة الشعبية الذي كان يهدف للسيطرة على الحكم في البلاد على غرار نموذج دول شرق أفريقيا ( الزحف من الأطراف نحو المركز ) و من ثم تغيير بنية الدولة و تفكيك الجيش و إقامة مؤسسات بديلة تحت مسمى ( السودان الجديد ) و الغريبة هذا هو نفس المشروع الذي تتبناه مليشيا الدعم السريع المتمردة تحت عنوان تفكيك (دولة 56) . و لذلك فإن إشعال النزاعات و الصراعات المسلحة في الإقليم و بين قبائله المختلفة سيؤدي إلى إضعافها ، و من جانب آخر فهو بمثابة إنتقام منها بسبب مواقفها القوية في حماية السودان في وجه مشروع الحركة الشعبية .
الأسباب أعلاه جعلت الإقليم هدفاً مباشراً و استراتيجياً الأمر الذي سيساعد في تسريع خطة تمزيق و تقسيم البلاد التي بدأت بفصل جنوبه بموجب إتفاقية نيفاشا في العام 2011. .
بعد تداول و نقاشات معمقة توصلنا إلى أهمية وضع خطة محكمة تمنع إنتقال الصراع المسلح إلى كردفان أطلقنا عليها إسم ( خطة تحصين كردفان ) و أحياناً كنا نسميها ( خطة منع درفنة كردفان ) أي منع تحويل كردفان إلى دارفور أخرى .
قامت الخطة على المحاور الآتية :
أولا : محور التوعية و التعبئة و الذي يهدف إلى نشر الوعي وسط سكان الإقليم و تبصيرهم بالمخاطر التي يتعرض لها الوطن على وجه العموم و الإقليم على وجه الخصوص حال قيام حركات تتبنى الخيار العسكري في مواجهة المركز تحت أي ذرائع أو شعارات أو في حال نشوب صراعات بين القبائل .
ثانياً: دور المركز في معالجة و تفكيك كل الأسباب التي يمكن أن تسهم في تهيئة الظروف التي تؤدي إلى التمرد أو الصراعات و النزاعات القبلية .
ثالثاً : دور الإدارة الأهلية في تعزيز التعايش و السلم الإجتماعي بين كافة مكونات الإقليم .
رابعاً : دور النخب و المثقفين و السياسيين في نشر قيم التسامح و العمل الجماعي في معالجة قضايا الإقليم و إعداد الدراسات العلمية و وضع الخطط و البرامج اللازمة لذلك ، بغض النظر عن الإنتماء السياسي .
خامساً : دور أبناء الإقليم في دول المهجر و العاملين في المنظمات الدولية و الإقليمية في استقطاب المنح و الدعم لمشروعات التنمية و النهضة في الإقليم. .
سادساً : حصر و تحديد ما اصطلح على تسميته ب ( مشاريع الأمل ) و هي المشروعات التي ظلت تمثل حلماً يراود أهل الإقليم منذ أن نال السودان إستقلاله و لكنها لم تجد حظها من التنفيذ و من ثم العمل على تبنيها و تنفيذها بواسطة الحكومة المركزية .
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
3 نوفمبر 2023

Exit mobile version