المرحلة القادمة بعد الحرب سنكتشف فيها فقر الساحة في الخرطوم من الكفاءات في جميع التخصصات

1979م الأحساء .بروف إبراهيم الدسوقي وسر تقدم الدول …1986م جدة ..مديري اللبناني ..ونفس السر !!
في 1979م تقريبا ودعت جامعة الملك فيصل بالأحساء البروف إبراهيم الدسوقي مؤسس أول كلية للطب البيطري بالسعودية وكنت من الطلاب الذين شهدوا ذلك الحفل وبقيت له كلمات رسخت في ذاكرتي.
قال وهو يودع السعوديين أنه كثيرا ما نصح ولا يزال من قابلهم من المسئوليين السعوديين ألا يكثروا من تأسيس الكليات الأكاديمية وأن يحافظوا على نسبة 80% للتعليم التقني و20% للتعليم الأكاديمي ، وأن يشجعوا ثقافة قبول التعليم التقني حتى يقبل أبناؤهم عليه وضرب مثلا باليابان.
البروفسور إبراهيم الدسوقي رحمة الله عليه كان من أول دفعة تخرجت من كلية الطب البيطري جامعة الخرطوم وضمت أربع طلاب فقط :النذير دفع الله والكارث أو الكارس لست أذكر والدسوقي ومحمد علي محيميد وجميعهم شاهدتهم في منصة واحدة في مؤتمر في كلية الطب البيطري في الأحساء سنة 1878م تقريبا وحسب علمي أنه مؤتمر نظمه ب.الدسوقي ودعا له هيئات دولية وخبراء عالميين في المجال لمراجعة وتدقيق كلية الطب البيطري في الأحساء من حيث المناهج والتجهيزات من قاعات ومختبرات ومستشفى بيطري وذلك بهدف منح الكلية الإعتماد والإعتراف المطلوب لشهاداتها.
كنت من طلاب كلية الزراعة ولكن وقتها كنا جميعا في نفس المبنى فكنا نتعايش نفس الأنشطة وكانت كلية الزراعة مصرية التكوين وإسم مديرها بروف العروسي.
وتخرجت وعملت في الرياض ، وفي 1986م سافرت رحلة عمل إلى جدة رافقت فيها مديري اللبناني ، وفي نفس اليوم في رحلة العودة في مطار جدة وفي داخل الطائرة كان مديري يجلس بقرب النافذة وأنا في مقعد الممر ، إلتفت نحوي وقال : كمال ، راح أسألك سؤال : إمتى السعودية راح تكون دولة متطورة ؟
قلت : هي الآن موش متطورة ؟
قال : أنظر هناك ، تلك الطائرة ، هل تشاهد عمال الصيانة الذين يعلمون عليها ؟
قلت نعم.
قال :يوم يكون هؤلاء العمال سعوديين تكون السعودية بدأت تتطور.
حين غادرت السعودية في 1999م صار أمرا عاديا أن أدخل المناطق الصناعية فيتدافع نحوك الشباب السعوديين أصحاب الورش ليعرضوا خدماتهم وحين تدخل ورشهم تجدها مجهزة بأرقى وأحدث المعدات وكله بدعم الدولة التي فتحت الكثير جدا من معاهد التدريب المهني في مختلف المجالات مع توفير تمويل جيد للشراكات والأعمال الصغرى.
المرحلة القادمة بعد الحرب سنكتشف فيها فقر الساحة في الخرطوم من الكفاءات في جميع التخصصات كما ونوعا وسيكون هناك طلب مرتفع جدا لتخصصات البناء من نجارين ولحامين وسباكين وميكانيكية ونقاشين وعدد ما تذكر من المهن ، كيف ستتم مواجهة ذلك الطلب المرتفع مع الندرة وإمكانية ظهور المدعين ؟!
فكر معي !
#كمال_حامد 👓

Exit mobile version