حليم عباس: الفرق بين الجيش والمليشيا

فقد الجيش معسكر الفرقة في نيالا فانسحب بشكل منظم ولم ينتشر داخل الأحياء وفي بيوت المواطنين كما تفعل المليشيا. هذا هو الفرق بين الجيش النظامي والعصابات الإجرامية.
كانت التقديرات عند بداية الحرب أن قوات الدعم السريع حينما تفقد معسكراتها الثابتة ستكون فقدت القيادة والسيطرة والإمداد وستكون قد خسرت الحرب.

ولكن هذه التقديرات أفرطت في حسن الظن بالمليشيا وتعاملت معها على أنها مثل الجيوش النظامية تحسب حساب للمواطنين وحياتهم. المليشيا بعد ضرب معسكراتها في العاصمة قامت بالانتشار داخل الأحياء ثم إلى داخل بيوت المواطنين وعملت على نهب الأسواق والمؤسسات والبنوك ونهبت حتى بيوت المواطنين وخربت البلد بشكل كامل. فحققت كسب عسكري ولكنه كان بمثابة انتحار سياسي وأخلاقي.

المليشيا تحل نفسها من أي التزامات أخلاقية أو قانونية، تستخدم الأحياء السكنية كمنطلق للهجوم على معسكرات الجيش و تحتمي وسط المواطنين ما يصعب المهمة على الجيش المثقل بالإلتزامات الأخلاقية تجاه مواطنيه. من هذه الناحية فإن الحرب غير متكافئة، تستطيع المليشيا أن تهاجم دون اي اكتراث لمواطن ولكن الجيش مكبل ومقيد بحدود الحرب النظامية.
كذلك المليشيا تستخدم معاناة المواطنين للضغط على الجيش لتحقيق مكاسب سياسية او عسكرية بينما الجيش لا يستطيع ذلك.

يحمد للجيش أنه رغم كل ذلك ما يزال يتصرف برباطة جأش وثبات انفعالي ولا يندفع للتعامل بردود الأفعال. أكثر ما يطمئن في وضع الجيش هو تماسكه وانضباطه وحتى الآن لا تبعث تحركاته على أي شعور بالارتباك أو التخبط أو فقدان الأعصاب. إذا بدأ الجيش يتصرف بهمجية ويندفع في المعركة برد الفعل ففي هذه الحالة يجب أن نقلق حتى لو كان الجيش يحقق انتصارات لحظية. كما قال عقار، الجيش يعمل على كسب الحرب وليس معركة أو عدة معارك.

حليم عباس

Exit mobile version