قد يكون مفهوماً أن تأتي بعبدالله حمدوك كتكنوقراط لإدارة الحكومة رغم جدل البعض بأنه لا يصلح لهذا المنصب لأن المنصب يحتاج لرجل لسياسي في المقام الأول؛ ولقد فشل حمدوك على أية حال واضطر للاستقالة بعد أن تم وصمه برئيس وزراء الانقلاب وتخوينه ووو.
ولكن المهدش أن تأتي نفس القوى السياسية وتضعه كرئيس لتحالف سياسي جديد. تحالف سياسي يقوده تنكوقراط فاشل وجاء به نفس الذين لقبوه برئيس وزراء الانقلاب واضطروه للاستقالة في النهاية.
لقد تابعت إحاطة للموظفة الأمريكية بالخارجية مولي في تتكلم فيها عن جبهة القوى المدنية التي اجتمعت بأديس أبابا عن أنها تمثل قوى متنوعة وأنها ستكون الحكومة القادمة. وهذا كلام مضحك. لقد نسيت السيدة مولي في أن عبدالوهاب البرهان قد اعتقل أعضاء حكومة قحت وساق معه عبدالله حمدوك إلى البيت بعد زيارة مبعوث أمريكا للقرن الأفريقي قبل أن تغادر طائرته الأجواء السودانية؟
أمريكا لم يكن بوسعها حماية قحت من السقوط حينما كانت في السلطة فهل يمكنها إعادتها بعد كل ما حدث؟
هؤلاء العملاء العطالى لن يروا السلطة مجدداً ولا حتى في شريط الذكريات.
حليم عباس