القبائل العربية في دارفور موجودة قبل تأسيس مملكة الفور وحين تأسست السلطنة حتى زوالها في 1916م حين وصلت الحملة الفاشر وأنهت سلطة الحكم الذاتي للسلطان علي دينار.
كل فترة السلطنة كان لقب الشيخ هو الذي يطلق على زعيم القبيلة العربية وكان لكل شيخ مرجعية من قيادات السلطنة يرجع إليها حسب منطقته الجغرافية.
عدد من القبائل العربية في دارفور وكردفان شاركت في الحملة الإنجليزية ضد السلطان علي دينار 1916م في الميدان مباشرة أو من خلال حصار السلطنة شمالا وجنوبا وشرقا لإغلاق نوافذ الإمدادات ، وطبعا لن يتهم أحد زعماء هذه القبائل بالخيانة ولا العمالة للمستعمر لأن هذه الأوصاف ماركة مسجلة لا تجوز إلا في حق الجلابة أبناء الشريت النيلي أصحاب الإمتيازات التاريخية أحفاد المصريين والأتراك والأرناؤوط المستعربين مدعي النسب العباسي.
بعد زوال السلطنة جاء الإداريين البريطانيين لدارفور فصارت مرجعية شيخ القبيلة عند مفتش المركز D.C فأرتفع مستواهم في هيكل السلطة ولاحقا قام الإنجليز بتغيير الإسم من شيخ إلى ناظر.
أي أن مسمى ناظر إبتكار بريطاني ، واسبغوا عليهم هالات الإحترام والأوسمة وعباءات التشريف كل ذلك من أجل استخدامهم في الحكم الغير مباشر لرعاياهم ونجحوا في ذلك أية نجاح.
واستمر نفس الوضع والألقاب بعد الاستقلال 1956م ، وفي زمن حكم النميري العسكري المالي قاشو نسأل الله تعالى أن ينزل على قبره شآبيب الرحمة أصدر في 1970م قرارا بحل الإدارة الأهلية في كل السودان ومر ذلك القرار بكل الاستسلام.
يقول بعض الأكاديميين الدارفوريين أن ذلك القرار كان من أسباب الحروب المتكررة بين القبائل لبروز القيادات الجديدة البديلة الموازية والتي تفتقد لحكمة النظار والشيوخ ولا تعرف سوى حكمة الحكامات وهن يتغنين للكلاش البجيب الفلوس ببلاش ونهب يومين ولا اغتراب سنتين.
ليت أبعاج أكمل جميله وقتها وألغى نظام الحواكير إذن لاجتث جرثومة المشاكل علاوة على ذلك فإن سفسطات الهامش والمركز وبكائيات التهميش لم يكن قد تم إكتشافها.
وختاما فكثيرا ما نخلط ونقول الإنجليز تارة والبريطانيين تارة أخرى وما قادرين نرسى على بر ، والحقيقة هناك فرق ، فالإستعمار كان بريطانيا ، وبريطانيا كانت ولا تزال تتكون من قبائل هي قبيلة الإنجليز وقبيلة الإسكتلنديين وقبيلة الإيرلنديين وقبيلة الويلش ولكل قبيلة لغة وثقافة ولكن اللغة السائدة هي الإنجليزية.
غردون باشا كان اسكتلنديا وونجت باشا كان إنجليزيا وكتشنر كان أيرلنديا على ما أظن لكنهم توحدوا من أربعمائة سنة فصاروا إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس ولم نسمع يوما عندهم بكائيات هيكلة الجيش ومراعاة نسب القبول لكليات وولويتش وسانتهيرست حسب النسب السكانية ، هذه إختراعات دارفورية لنظل على تخلفنا وبؤسنا.
#كمال_حامد 👓