💢لو أن عقدا من الزمان أو أكثر مرّ على فشل عبدالله حمدوك الداوي لقلنا لعل الرجل نسي ركام فشله وعاد يستعرض لنا مقدراته (العديمة) من جديد أو لعل الرجل عاد يستثمر في ضعف ذاكرتنا ويُؤمل ويظن أننا نسينا غزارة إنتاجه في الفشل خلال سنوات الفجيعة التي أطل فيها على المشهد السوداني فعاد ليكور طين الفشل ويرميه على ثيابنا من جديد !! ولكن ….
– غَفل الرجل وتناست الجهات التي تدفع به لينتعل حذاءً أكبر من رجليه أن الكوميديا السوداء التي قدمها خلال السنوات التي مضت لم تغادر الذواكر بعد ولازال فحيح فشل الرجل يُعلن عن نفسه في كل ركن فعلاما يستعجل الرجل لإنجاب المزيد من توائم الفشل كأنه معزة بلدية شديدة الخصوبة..؟؟
– تظن للوهلة الأولى أن الرجل موظف في شركة تشغيل( أُوبر ) يُمكن لأي شخص أن يستدعيه عن طريق التطبيق في أي لحظة وهو يستجيب بلاتمنع أو تردد، فقد استدعاه (شتات) الثورة ليصبح رئيس الوزراء لحكومة (الثورة) فاستجاب على الفور ثم استدعاه حميدتي وعبدالرحيم ليُصبح رئيس وزراء حكومة (الإنقلاب) على (الثورة) فاستجاب على الفور!! ثم هو رئيس الوزراء الوحيد (الخبير الجامعي الأممي) الذي فوض صلاحياته للجنة اقتصادية يرأسها رجل بالكاد لاتتجاوز خبرته تجارة وتهريب الذهب والدواب!! وهو رئيس الوزراء الوحيد الذي كتب خطابا يستدعي فيه بعثة أممية ضد بلده وهو الخبير الإقتصادي الأوحد الذي مدت له كل المؤشرات الإقتصادية لسانها وجلدته بسياط الفشل على ظهره فتراجع الناتج المحلي وهزلت عافية الجنيه السوداني و(تضخم التضخم) وتضاعفت نِسب العطالة وتراجع إنتاج كل شئ من الماء والكهرباء والبترول ثم هو رئيس الوزراء المدني الوحيد الذي ضاعف فاتورة الإنفاق الحكومي على مليشيا الدعم السريع اكثر بكثير مما أنفقت عليها الإنقاذ( فتأمل)
– المدهش في الأمر أن حمدوك يريد أن يُكرر الأدوار التي كان فشله فيها مضحكا ومثيرا للسخرية وهي قصة تشكيل ( جبهة مدنية موسعة) !! جبهة مدنية تضم في أحشائها سماسرة الحركات المسلحة التي تتبع لحميدتي وخططت معه لإشعال الحرب ضد الشعب والجيش( شكلك فاهم يانُصة) !!
– نعم فالملف الذي فشل فيه حمدوك بإسراف وبامتياز هو ملف توحيد مايُسمى بقوى الحرية والتغيير والتي كانت تتشكل أصلا من خمس مجموعات أهمها نداء السودان التي كانت تضم الحركات المسلحة والتي ظلت خارج إطار الوثيقة الدستورية وخارج الحكومة الأولى لحمدوك دون أن يتذكر أحد أن صيغة الوثيقة تلك هي أول مسمار دُق في نعش وحدة الحرية والتغيير ثم سلام جوبا كان هو محطة التقسيم الثانية ثم مبادرة حمدوك هي محطة التقسيم الثالثة عندما ذهب حمدوك ليحضر مؤتمر قوى الحرية والتغيير( أ) والذي قامت فيه بطرد الحركات المسلحة وجلس حمدوك يوزع ابتسامته الطفولية الباهتة وهو يسأل عن غياب مناوي وجبريل!! ثم هو نفسه الذي بارك قيام مؤتمر قوى الحرية والتغيير( ب) الذي أقامه مني وجبريل لطرد قوى الحرية والتغيير ( أ) !! ثم جاء الإتفاق الإطاري ليُخرج حزب البعث ثم جاءت أضحوكة (الجبهة المدنية العريضة الموسعة) التي ضاقت (بمريم ووجدي) وحمدوك يُوزع ابتساماته الباردة وملامح وجهه الخالية من الدلالات وهو يتحدث عن جبهة لوقف الحرب ثم يعود لغرفة نومه في الفندق يستلم باقي حسابات المقاولة…
– المضحك أنه كلما ادعى الرجل أنه قائم على توحيد ( مراح الحرية والتغيير ) لايجد من ينبهه أن قطيع الغنم نقص واحدة!!
– ذات الخمر القديمة والنبيذ( البايت) ولكنّ حمدوك رجل لايجيد حتى إعادة التعبئة!!
حسن إسماعيل
25 اكتوبر 2023