بينما تجري العمليات العسكرية كما مخطط لها. وآخر خبر من أم درمان القديمة (الموردة وحي الضباط وبانت وأبو كدوك.) كلها نظيفة من مرتزقة حميدتي.
وتم استلام الإذاعة. وقوة كرري قابلت قوة المهندسين في صينية الأربعين بالتيجاني الماحي. والكباشي يتفقد الجيش خارج القيادة العامة. وهناك هروب جماعي من أرض الميدان. وخروج جماعي من العاصمة كما أفاد بذلك شهود عيان.
أي: رفع سبابة النصر بدأت تلوح في الأفق. هناك حركة محمومة (هضربة) يقوم بها النظام الباير (دقلوقحت) لإعادة الإطاري بثوب جديد. وتلك الحركة مسنودة بسفارات عدة. وكذلك منظمات إقليمية ودولية. ونسي هذا النظام أنه بإشعاله للحرب لم يترك شعرة معاوية مع الشارع. وليته يصبر نفسه برائعة اللحو (تواه أنا.. كل الدروب جربتها… لا وصلت ليك… لا الرجعة تاني عرفتها… وفضلت عايش في إلتياع… ومكتوب على عمري الضياع). وأي توهان وضياع عمر أكثر من تلك (البشتنة).
وخلاصة الأمر من يخبر عني هؤلاء الحمقى بأن سودان ما بعد الحرب ذو طريقين. الأول: حكومة كفاءات لتكملة الفترة الإنتقالية. والجيش حاضر في المشهد السياسي. والثاني: الإنتخابات الحرة النزيهة. والجيش حاضر في مشهد حماية الدولة من عبث العابثين. أما البحث عن طريق ثالث فتلك (لحسة كوع)
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٣/١٠/٢٣