أكدت دراسات طبية أن أكثر من 75 % من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة السكتات الدماغية، ومن الملاحظ أن ثلث هذه الوفيات يحدث في وقت مبكر لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 70 عاماً، ولفتت تلك الدراسات إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في صحة القلب، حيث تشمل تلك الاضطرابات أمراض القلب التاجية، والأمراض الدماغية الوعائية، والأمراض الشريانية المحيطية، والعديد من الحالات الأخرى.
وأظهرت دراسة أجراها مستشفى «كليفلاند أبوظبي» شملت أكثر من ألف شخص ، أن 55 % من المستجيبين أفادوا بتأثرهم بشكل مباشر بسبب أمراض القلب، سواء بإصابتهم شخصياً بأحد أنواع مرض القلب 12 %، أو نتيجة إصابة أحد أفراد الأسرة أو صديق مقرّب 53 %، أو بسبب الحالتين معاً.
عادات غذائية
وأكد استشاري أمراض القلب بمستشفى هيلث بوينت الدكتور كاربنتر، أهمية أنماط الحياة في الحفاظ على صحة القلب، مشيراً إلى أن عوامل مثل التدخين، وسوء التغذية، وزيادة الوزن، ونقص النشاط البدني، تلعب دوراً حاسماً في تدهور صحة القلب والأوعية الدموية، وأن تلك العادات هي من بين أبرز العوامل التي تساهم في تفاقم مشاكل القلب والأوعية الدموية.
وأوضح أن التاريخ العائلي والعوامل الوراثية تلعب دوراً واضحاً في تلك الأمراض، قائلاً «إذا كان لديكم أقارب من الدرجة الأولى تعرضوا لمرض الشريان التاجي في سن مبكرة قبل سن الستين، فإن خطر الإصابة بنفس المشكلة يزيد بشكل كبير».
وشدد الدكتور كاربنتر على العلاقة الوثيقة بين نمط الغذاء وصحة القلب والأوعية الدموية، محذراً من أن تناول السعرات الحرارية بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى السمنة، والتي بدورها تزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري ومتلازمة الأيض، وارتفاع ضغط الدم، خصوصاً وأن السمنة تقلل من القدرة على ممارسة النشاط البدني، وتسبب مشاكل صحية أخرى تؤثر على الصحة العامة بشكل كبير.
رجال ونساء
من جانبه، أفاد استشاري القلب والأوعية الدموية والصدرية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الدكتور ميتيش باديوالا، بأن عوامل الخطر لأمراض القلب متشابهة بشكل عام بين الرجال والنساء، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع نسبة الدهون في الدم والتدخين، ومع ذلك، فإن هذه العوامل تؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف، فعلى سبيل المثال، يؤدي مرض السكري إلى مضاعفة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء ثلاث مرات، مقارنة بالرجال.
وأوضح أنه يمكن لبعض الحالات الطبية، مثل مرض السكري، أن تؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية إذا تركت دون علاج، فمن المعروف أن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي.
واتفق كل من الدكتور جون بول كاربنتر والدكتور ميتيش باديوالا على أن الوقاية تبقى دائماً خير من العلاج، لذلك يتعين على الجميع اتباع أنماط حياة صحية عبر ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية وإدارة الأمراض القائمة لتجنب مضاعفاتها التي تؤثر على صحة القلب، والتي قد تصل للموت المفاجئ إضافة إلى الالتزام بالمراجعات الدورية للطبيب حسب الفئات العمرية لعلاج المرض من بدايته.
عوامل الخطورة
أكد الدكتور جايا كيرثي استشاري أمراض القلب، بمدينة برجيل الطبية بأبوظبي، أن عدداً من عوامل الخطورة لأمراض القلب التي تزيد بدورها من مخاطر الإصابة بأمراض القلب فيما يمكن تفادي البعض لكن يبقى بعضها حتمياً.
وأوضح أن الاكتئاب له تأثيرات كبيرة سلبية على صحة القلب، يمر بها أفراد المجتمع في فترات حياتهم، فعندما تعاني من الاكتئاب أو القلق أو التوتر، يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وينخفض تدفق الدم إلى القلب وينتج الجسم مستويات أعلى من هرمون التوتر المسمى الكورتيزول، وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه التأثيرات إلى الإصابة بأمراض القلب.
اضطراب الاكتئاب
وأضاف: «بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب، فإن البالغين الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب أو أعراضه لديهم خطر أكبر بـ64 % للإصابة بمرض الشريان التاجي، كما أن مرضى الشريان التاجي هم أكثر عرضة بـ 59 % للإصابة بمشاكل صحية في القلب والأوعية الدموية في المستقبل، مثل الأزمة القلبية أو الوفاة القلبية، قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو القلق أو الاكتئاب بالإرهاق ويمكن أن يتخذوا خيارات نمط حياة غير صحية، وبالتالي فقد يؤدي ذلك إلى الإفراط في التدخين، أو الخمول البدني، أو الأرق أو النعاس المفرط.
البيان