– قبل نحو أسبوعين قابل رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وفد ضم عائشة موسى عضوة المجلس السيادي السابقة والدكتور المفتي وآخرين تحت لافتة الآلية الوطنية لدعم الحكم الديمقراطي، استغرب الناس توقيت وشكل اللقاء، كان السؤال عن ماهو وزن هذه المجموعة وقيمتها، ثم التوقيت الذي تم فيه اللقاء!! كان واضحا أن خلف هذه المجموعة أمراً يدبر .. لا يمكن أن يتم هذا اللقاء بكل هذه السهولة!!
خرجت مجموعة عائشة موسى لتتحدث عن تشكيل الحكومة وعن تفويض تحمله لهذه المهمة!! ممن لا أدري! ثم لم تدن عائشة وجماعتها التمرد بل طالبت في لقاء لها مع الجبهة الوطنية برئاسة الناظر ترك بإدانة الجيش مع المليشيا من باب العدل والانصاف!! هذه هي عائشة التي قابلها قائد الجيش!!
– هل هنالك عاقل راشد مسلم إنسان يرغب في الحرب والدمار والموت !! بالتأكيد لا .. لن أكرر مكرورات بداية الحرب والتجهيز لها ومن فعل ومن ترك.. كل هذا معلوم للجميع ..
– المهم هو ما يحدث الآن.. تعمل مجموعات الضغط الخارجي ومن معها من عملاءالداخل على فرض تسوية جديدة .. تسوية قاتلة للشعب السوداني تحول حياته القادمة لحروب مستمرة..
– تم الاعداد لذلك بصورة جيدة .. دعم عسكري واعلامي كبير ومستمر للمليشيا .. تغيير متواصل في الخطط .. محاولات للتواجد في الولايات مدن نيالا والأبيض نموذجاً .. محاولات لتحقيق إنتصار عسكري مهم.. محاولات المدرعات والقيادة وسلاح المهندسين ووادي سيدنا.. كلها فشلت وهُزمت .. وصلنا إلى مرحلة التدوين العشوائي المستمر في الخرطوم بعد دخول قذائف وأسلحة للتمرد .. قصف في كل مكان لتحقيق إنتصار أو ازعاج عسكري يسهم في التفاوض ويسوق إليها .. من أجل ذلك عاد الهارب عبد الرحيم دقلو إلى نيالا ليستلمها ويفاوض بها وقد تم (بله) بقوة..
– إذاً هُزمت المليشيا عسكريا في الميدان .. فمن الذي يسعى ليحييها!!
من يسعى لذلك جماعة الإتفاق الإطاري سيء الذكر وأصحاب مقولة (الاطارئ أو الحرب ) سابقاً، وجماعة ( لا للحرب) حالياً!!
– كيف يفعلون ذلك ؟ ينشطون بشدة في عواصم العالم لتصميم عملية سياسية جديدة على جماجم الشعب والجيش ولتنقذ لهم مليشيا الدعم السريع.. حاولوا ذلك في منبر جدة ولكن خذلتهم المليشيا حينما عجزت عن الايفاء بمطلوبات الخروج من منازل المواطنين فقط.. ومنذ ذلك وهم يفعلون كل شيء لهزيمة الجيش ونصر حليفهم المتمرد ..
– لم يبخل الاتحاد الأفريقي ممثلا في رئيسه موسى فكي داعم المليشيا وودلبات المتآمر الأكبر على السودان ومنظمة ايقاد الضعيفة في تصميم عملية سياسية امتداداً لسوابقهم التي قادت إلى الحرب الحالية.
– يتحرك هؤلاء المتآمرون الإقليميين الآن بين القاهرة وجوبا وأديس ابابا بثوب جديد مدعوم من أمريكا والسعوديةوخلف ذلك الإمارات وشيطان الأنس طه عثمان الحسين مدير مكاتب البشير السابق مع قوى الإطاري للعودة من جديد، يتحركون الآن تحرك مريب من حيث العمل المنظم والتوقيت لفرض واقع جديد يهزم الشعب والجيش وينهي أي أمل في حسم عادل ينهي أزمات السودان وذلك بإعادة ذات جماعة الإطاري لمواصلة هدمهم للدولة السودانية.
– يبدو أن قحاتة الإطاري الذين هربوا من السودان مع اندلاع الحرب غير مدركين لحساسية الواقع الذي يعيشه الشعب السوداني ولا يعلمون درجة البغض والغبينة التي يحملها لهم الشعب لذلك لم يتطوروا بعد، ولم يفهموا الواقع الجديد ليشتركوا مرة أخرى مع المتآمرين الإقليميين ظنا منهم بأنهم سيعودون للسلطة عبر ذات البوابة القديمة ( مساكين والله) ..
– السؤال الأهم هل يعلم قائد الجيش البرهان وقيادة الجيش ما يحاك الآن من هذه المجموعات والتحركات التي يقومون بها؟ هل موافق البرهان على هذا؟ هل يظن البرهان أن ما يجري الآن يمكن أن يقود إلى حلول؟ وإذا كان كذلك هل يظن البرهان أن الشعب والجيش سيقبلون بمهزلة جديدة بعد كل الذي دُفع من ثمن؟؟
-هل سينسى الشعب قتله واغتصاب حرائره ونهب ماله وداره ومدخراته واذلاله من المليشيا؟!
– وهل سينسى الجيش غدره وقتل جنوده واعتقال مفتشه العام وضباطه وجنوده غدرا وخيانة؟!
وهل سينسى الجيش قتل اللواء ياسر فضل الله والعميد جعفر الطاهر أم سينسى الجرح النازف بإستشهاد اللواء البطل أيوب عبد القادر؟!
-قطعا لن يرضى الشعب السوداني إلا بحل يرضيه ويعيد الأمور إلى نصابها السليم أما حلول الخنوع والجبن والطمع والاستهبال فلن تقتل إلا صاحبها وهكذا يحدثنا التاريخ.
محمد أبوزيد كروم