برغم دخول هذه الحرب شهرها السابع ورغم الاحباطات المتتالية بسبب جرائم الدعم السريع وانتهاكها المستمر لسلامة المدنيين وتعمد القتل والترويع والنهب، إلا أن مؤشرات هذه الحرب تظل كما هي دون جديد. فالدعم السريع تحول لاستراتيجية للدفاع منذ الرابع من يوليو 2023م فيما عدا هجومه على المدرعات والقيادة والابيض ونيالا، وهي معارك استنزاف حقيقية كسرت عظم الدعم السريع على مستوى الجنود وعلى مستوى الضباط المدربين.
والواقع أن الخروج عن استراتيجية الدفاع جاء بسبب عمليات الفزع المستمر من خارج الخرطوم أو من خارج السودان توفرت عبره سيارات دفع رباعي وبعض الاسلحة المتطورة خصوصا المدفعية التي تنشط هذه الايام بقصد الترويع والتهجير للمواطنين بالاضافة إلى أعداد كبيرة من المقاتلين جاءت للمغنم السريع. لكن الاستنزاف الكبير الذي حصل في المدرعات ثم القيادة ثم الابيض وبعده بدرجة أكبر في نيالا كان له أثر بعيد المدى أوصل عمليات الفزع إلى حد المرونة وبدأت بعده في الانكماش.
الفترة القادمة ستشهد عمليات هروب مستمر من الميدان وعزوف عن المشاركة في العمليات حيث تحولت الخرطوم الى جبهة هادئة فيما عدا القصف المزعج والذي يتعمد ضرب المدنيين في قائمة جديدة تضاف لجرائم حرب الدعم السريع، بالاضافة إلى مشاغبات كيكل ما بين نهب العيلفون والاستعراض في أم ضوا بان، دون هدف أو استراتيجية سوى كتابة اسمه في سجل المجرمين.
لا يمكن قراءة حركة الجيش الآن ولا استراتيجيته ولا توقع خطواته القادمة، ولكن الميدان يقول أن الدعم السريع فعلا وصل حالة اللاعودة بلا هدف سياسي ولا هدف عسكري ولا قدرة على استعادة أي قدر من قوته التي فقدها خلال هذه الجريمة المروعة المسماة بحرب الخامس عشر من أبريل، ولا حتى عبر الدعم الخارجي وحشد أشتات المرتزقة من دول الساحل والصحراء.
أسامة عيدروس
14 أكتوبر 2023م