عند أبي … في يوم المعلم
افخر حد الفخر أني ابنة معلم
وضع بصمته حيث عمل ، كان أباً استثنائياً ..ومعلماً استثنائياً ،وكأن انساناً استثنائياً .
كان يقول أنا أخترت التعليم لاني اردت ان اكون نقطة مضيئة ، علمت انه اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث ..ابن صالح يدعو له ، وعمل ينتفع به ، وصدقة جارية ووجدت جِماع الثلاثة في التعليم …وتعرف معنى ذلك ..معنى انه قرر ان يكون نقطة مضيئة بصدق ..واصبح كذلك بحق ، حين يخبرك احدهم انه حج عنه ..وآخر انه ادى عنه العمرة مرات ..حين تلتقي احدهم صدفةً ويقول لك اسم حمد يذكرني لمعلم لي غيّر حياتي . وقد سميت عليه ابني !! ويبكي وتبكي حين نعلم انه ذات المعلم ..انه أبي . .. ..
تكتشف ان لابيك ابناء عشرات الابناء غيرك كثيرين يوقِّرونه ويذكرونه ..فتبكي فخراً ..انا انتمي لهذا المعلم ..حين تراهم ترى صدقات جارية له ..
وحين تجد احد تلامذته وقد اقام له وقفاً او زرع باسمه زرعاً واوقفه ، وحين ترى ثمار تربيته وتعليمه يانعة باهية تعلم انه علّم علماً أُنتفع به …
يا مولانا كما بناديك البعض ..وبا شيخ حمد كما يقول بعضهم ..ويا أبي كما اشتهى دوماً ان اناديك ..
وان ترد عليّ..
انا اهرع الى قبرك في فاروق .. أجلس القرفصاء ..اسلمُ عليك واناجيك واحكي لك ..ابكي معك واضحك ..واغمض عيني ..اتخيلك امامي ..واقوم من مجلسنا ملء نفسي راحة وطمأنينة ..
ايها المعلم اتعلم انك اتعبتنا !! نحن نذكرك في كل موقف ..ونقول كيف كنت ستتصرف ؟! ، ونحرص الا نشينك بفعلٍ ولا قول ..حتى لا ينسب لك شرنا وتقصيرنا ..وانت الذي لم نجد منك الا كل خير ولم نعش في ظلالك حياً وميّتاً الا كل فخر ..
علمك وعملك واهلك ورحمك وصحبتك وطلبتك ..تعليمك وتربيتك ..تركتنا يُفعاً ولكنك كنت حاضراً بيننا ..وستبقي ما حيينا ..وما زلت اذكرك وانت تقول .. رغم قلة الملح فإنه لا يستساغ طعم الخبز بدونه وبدون الدقيق لا يكون الملح طعاماً .. وبكليهما معاً نستطعم الخبز بانواعه
وصيتي لك في الحياة أجعلي ملح عملك الشعائر ودقيق عملك من المعاملات.. ان اقرب الناس لرسول رب الناس احاسنهم اخلاقاً المؤطئين اكنافاً..
يا أبي..كم افتقدك
لك في يوم المعلم .وفي كل يوم وفي كل لحظة سلام وعظيم امتنان ..ودعاء لا ينقطع ان يجزيك الله عني وعن اخوتي من دمك ومن تربيتك ومن علمك ..خير الجزاء ..
سناء حمد