بعد أن شكا الجانب المصري من أن تعثر التبادل التجاري وبقاء شاحنات البضائع المصرية أو الداخلة إلى مصر سببه الجانب السوداني، ها هو البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش يقوم بزيارة نادرة لمعبر أرقين الحدودي بين السودان ومصر، فما هي دلالات الزيارة؟
لا شك بأن هذه الزيارة تمثل امتداد للزيارة الأولى التي قام بها البرهان إلى جمهورية مصر ولقاء الرئيس المصري “السيسي”، والتي كان من ضمن محاور محادثاتها كيفية تسهيل الإجراءات وعبور الحدود بين الجانبين.
وتتحدث الأرقام المصرية عن ارتفاع كبير في حجم التبادل التجاري بما يشمل الصادر والوارد مع السودان رغم ظروف الحرب، ورغم ذلك ترد الأنباء بتعنت الجانب المصري في تسهيل الدخول للمواطنين السودانيين إلى مصر، بل امتدت الشكاوى إلى تصعيب إجراءات الإقامة وقصرها لفترات محدودة ومعاملة ليست كما توقع السودانيون.
لماذا لم ترد في زيارة البرهان إلى الحدود السودانية المصرية ما يشير إلى ذلك وقصر الوارد من الأخبار عن التبادل التجاري فقط؟ إن مجرد إشارات من القائد تكفي لتنبيه الخارجية السودانية لتتواصل مع الخارجية المصرية وتفعيل البروتوكولات السابقة في حرية التنقل بين البلدين، والتي يستفيد منها الجانب المصري بصورة أكبر، خاصة وأن مجموعات السودانيين المهاجرين إلى مصر قد ذهبوا بأموالهم كما رأينا على لسانهم وهم يشكون من بعض المضايقات في المعاملات التجارية والعقارية ولدى إدارة الجوازات المصرية.
البرهان في الحدود السودانية المصرية فرصة كانت لتأكيد مبدأ التعامل التبادلي “الند للند”، نعم السودان في حالة حرب ومصر في حالة ضائقة اقتصادية واستعداد لانتخابات، لكن لا يمنع ذلك من المنفعة المتبادلة التي تعود لصالح البلدين.
نأمل أن يثنيها القائد البرهان بزيارة لمعبر أشكيت الحدودي أيضاً ويرى بنفسه المعاناة، وإن أكملها بزيارة لصفوف المنتظرين لتأشيرات الدخول إلى مصر في حلف وبورتسودان في القنصليات المصرية يكون قد وضحت له الصورة من المعاناة والتي توصله لإصدار توجيهاته التي تحفظ كرامة المواطن السوداني.
بقلم – أحمد إبراهيم “ود سنجة”
نقلاً عن – “كوش نيوز”