تجمع الاطباء السودانيين في الولايات المتحدة الأمريكية المعروف اختصارا باسم (سابا) ظل منذ اندلاع الحرب بسبب تمرد مليشيا الدعم السريع المحلولة يقدم خدمات انسانية كبيرة في مجالات الصحة العامة والرعاية الصحية للمتأثرين من الحرب في عدد من ولايات السودان المختلفة.
وفي الولاية الشمالية سجلت جمعية سابا حضورا فاعلا في محليات الولاية التي احتضنت القادمين إليها من الخرطوم وفي التقرير التالي نسلط الضوء على نشاط الجمعية وما قامت بتنفيذه من برامج والصعوبات التي تواجهها في أداء رسالتها الإنسانية.
يقول د. احمد عصام منسق جمعية سابا بالولاية الشمالية في افاداته لوكالة السودان للانباء إن الجمعية تستهدف تعزيز قدرة الخدمات الصحية وتوفير إمكانية الحصول على المياه النظيفة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه الصحية، كما تسعى الجمعية إلي تحسين ممارسات النظافة الشخصية وتعزيز الوعي الصحي والصرف البيئي في معسكرات النازحين.
وقال د.عصام في افاداته إن الجمعية تعمل في هذه المناطق لتحقيق أهدافها بالتعاون والتنسيق مع مفوضية العمل الإنساني ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الأخرى العاملة في نفس المجالات.
وحول المجهودات التي تقوم بها الجمعية يقول د.احمد عصام إن الجمعية قامت بتمويل التكاليف التشغيلية لمستشفى وادي حلفا الذي شهد زيادات كبيرة في زيارات المرضى منذ اندلاع الحرب، حيث قامت بتحفيز العاملين بالمستشفى بمبلغ إجمالي يصل إلي 42 مليون جنيها مما مكن المستشفى من إدارة الزيادة في عدد المرضى الذين يمثل معظمهم من النازحين.
وأضاف أن الجمعية بتعيين كوادر طبية من النازحين تمكن من تجاوز المستفيدون المباشرون من هذا النشاط 36 ألف شخصا، ويضيف د.عصام أن جمعية سابا ساهمت في تعزيز القدرة الصحية لمستشفى عبري من خلال توفير بعض المواد الاستهلاكية والإمدادات بتكلفة 6 ملايين جنيها.
وفي مجال تعزيز الإصحاح البيئي وتوفير إمكانية الحصول على المياه النظيفة يقول د.عصام إن سابا بدأت في تنفيذ برنامج للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في مراكز النازحين الواقعة في منطقة دنقلا وشمل البرنامج الذي تبلغ تكلفته 15 مليون جنيها تركيب مضخة مياه مزودة بتوصيلات مياه كاملة بسعة خمسين ألف لترا، حيث استفاد من المشروع ما لا يقل عن 500 شخصا، وأضاف أن المشروع تضمن تشيد مراحيض ومحطات لغسل اليدين تخدم النازحين بمعسكر النازحين بالسليم وأفاد أنه يجري العمل في حفر بئر للصرف الصحي مع توصيلات كاملة بمعسكر السرايا بدنقلا بهدف تشغيل 20 مرحاضا يستفيد منها ما لا يقل عن 300 شخصا.
أما في مجال تعزيز النظافة الشخصية يقول د. احمد عصام إن الجمعية وزعت 250 صندوقا يحتوي على مستلزمات نظافة على 250 أسرة ويحتوي كل صندوق على مواد أساسية مثل فرش الأسنان ومعجون الأسنان والواح الصابون والصابون السائل والفوط الصحية واكياس النفايات، وأضاف د. عصام أن الأسر المستفيدة من هذه الخدمات تجاوز عددهم 750 أسرة.
وحول التعاون مع المنظمات الأخرى يقول د. عصام إن سابا قدمت تمويلا لمنظمة صدقات لتوزيع 350 سلة غذائية كجزء من مبادرات المساعدات الغذائية عبر 16 مركزا للايواء بمنطقة دنقلا وقد بلغت التكلفة 15 مليون جنيها. وأكد أن سابا ستظل ملتزمة بالأهداف والأنشطة التي من أجلها تم تكوين الجمعية مع التركيز القوي على تحسين رفاهية النازحين والتعاون مع الشركاء لضمان استجابة انسانية فعالة ومنسقة في الولاية الشمالية.
وحول التحديات التي تواجه العمل قال :(إن التحديد الدقيق لعدد النازحين بسبب النمط السائد لاستضافة المجتمع حيث لجأ الغالبية إلي منازل اقاربهم ومعارفهم وبالتالي فقد صار تحديد أعدادهم الدقيق أمر صعب ويمتد هذا التعقيد إلي ضمان إيصال المعونة والإغاثة بفعالية إلى هولاء النازحين المشتتين) ويضيف أن الدعم المباشر للمرافق الصحية كان له الأثر الكبير خاصة في ظل العبء الهائل للمرضى الناجم عن زيادة الكثافة السكانية بسبب النزوح ومع ذلك من الضروري الإعتراف بأن هذا الدعم رغم أهميته لا يضمن استفادة النازحين على النحو الأمثل من الأموال المخصصة للمساعدة الطبية والصحية .
وأشار في افاداته إلي القصور الموجود مسبقا في البنية التحتية والخدمات الصحية قبل اندلاع الحرب وقال إن هذه المرافق تحتاج إلي العون والصيانة مؤكدا أن جهود الجمعية ستتواصل لمعالجة كل هذه التعقيدات بشكل شامل والعمل من أجل استجابة شاملة تشمل كل النازحين في دور الإيواء واولئك الذين ضمن إطار الاستضافة المجتمعية.
وحول الاحتياجات التي تحتاجها الولاية يقول د.عصام إن الولاية في حاجة ملحة إلي خدمات الحماية ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي داخل مجتمعات النازحين بجانب مشاكل التغذية خاصة بين الرضع وصغار الأطفال. وفي ختام حديثه لوكالة السودان للأنباء أكد د. احمد عصام مدير سابا بالشمالية استمرار الجمعية في تعزيز خدمات الرعاية الصحية والوقاية من العنف القائم علي نوع الجنس والتصدي له بجانب تقديم المشورة والدعم إلي الأسر ومقدمي الرعاية.
وكالة سونا