أنا من (البلابسة) إن صح التعبير
لكن لا يمنعني ذلك أن أقول بأن الحرب ستنتهي بتفاوض وهذا احتمال وارد جدا
و تفاوض لتفاوض بختلف
يعني تفاوض في شهر مايو الفائت يختلف عن تفاوض في شهر أكتوبر الحالي بإختلاف المعطيات في ذلك الوقت و الآن
في ذلك الوقت أي تفاوض كان سيفضي بوجود قوة عسكرية قوية موازية للجيش الوطني
أما الآن فهناك معطيات كثيرة تبين لك هزيمة هذه الميليشيا و انتصار الجيش و من هذه المعطيات :
أولا : أنت الآن تتكلم عن ميليشات متفرقة جمعها النهب و سفك الدماء و السعي بالفساد في الأرض
ثانيا : فقدها التام للقيادة فإلى هذه اللحظة لا أحد يستطيع أن يجزم بحياة القائد الأول لها أو موته
مع هروب القائد الثاني و خروجه من أرض المعركة و مع اختفاء تام لكل القيادات الكبيرة البارزة و استبدال ظهورها بقيادات جيء بها إرتزاقا لا أكثر مع عدم انضمامها السابق لهذه الميليشيا (كيكل ، شوتال ، جلحة ، قجة)
ثالثا : فقد هذه الميليشيا التأييد الشعبي و عداوتها الشخصية مع المواطنين مما جعل تمني زوالها للأبد حال الأكثرية من الشعب السوداني
رابعا : فقدها لنسبة كبيرة جدا من عتادها العسكري و فقدها لجميع معسكراتها بالعاصمة مع مقتل أبرز جنودهم و أميزهم و فقدهم لعدد كبير من جنودهم وضباطهم و مقاتليهم
خامسا : فشلها المتكرر في عدم قدرتها على إسقاط أي موقع استراتيجي كبير للجيش (القيادة العامة ، المدرعات ، المهندسين ، سلاح الاشارة، وادي سيدنا)
سادسا : حصول الاختلافات الكبيرة بين مكونات الميليشيا و وصول ذلك إلى تبادل النيران
سابعا : التجريم الدولي و فقد أي دعم رسمي دولي لهذه الميليشيا مما جعلها منبوذة و مجرد التعاطف معها دوليا يجرمك ( حذف الصفحات الفيسبوكية و أي صفحة موالية للميليشيا) .
هذه المعطيات كلها تبين لك أن الجيش بفضل الله عزوجل انتصر انتصارا كبيرا على هذه الميليشا عسكريا و سياسيا و شعبيا
و حسم الحرب بعد هذه المعطيات مسألة وقت لا أكثر فجلوس الطرفين الآن سيجعل اليد العليا للجيش و لا أظن أن يكون هناك مستقبل لهذه الجماعات المرتزقة في الوجود السوداني في قابل الزمان
فهي وصمة عار سيسعي الكل للتبريء منها ….
مصطفى ميرغني