شاهد بالصور.. الخرطوم زمن الكيزان: سنعود ونرهق من تحدي بالصعود

الخرطوم زمن الكيزان :
سنعود ونرهق من تحدي بالصعود
الخرطوم في إشراقة شمسها ، مثل ” التميره في سبيطتها ” إبان حكم وقيادة الرجال الذين يبدأون يومهم بالوضوء والصلاة وقرآن الفجر المشهود .

وطأ ترابها أنضر الشباب ، بنجابة ذكاءاتهم المتعددة وعبقرياتهم وجسارة مواقفهم المدهشة بذلا وتضحية وفداء حتى لحظات الإستشاهد :

” فضل المرجي ” ، ” المعز عبادي ” ، ” أنس الدولب ” ، ” مبارك القنالي ” ، ” معاوية سكران الجنة ” و ” علي عبدالفتاح ” ..
والشهداء الأحياء :
” حاج ماجد ” ، ” الناجي عبدالله ” ، ” عثمان فقيري ” وغيرهم من الأسماء – خيار من خيار – ما اثاقلوا إلى الأرض ساعة الفزع وما تلجلجوا في يوم الرجال .

الخرطوم التي سكب فيها رجال الحركة الإسلامية ونساءها عصارة الفكرة ووهج الأرواح .
خرطوم العقيد يوسف عبدالفتاح ” رامبو ” نصير البسطاء المتقد الحماسة …
خرطوم الدكتور ” مجذوب الخليفة ” الأداري الثاقب الرؤية الذي أجرى في شراينها من أنفاس روحهه حيوية ومهابة .

ثم جاءها الدكتور ” عبدالحليم المتعافي ” الطبيب الوالي الدائم التأهب والتطلع والانفتاح الحكيم ، فكانت الخرطوم ” جنة رضوان ” وسامة وقيافة .

ثم الفريق ركن مهندس ” عبدالرحيم محمد حسين ” زانها بتفكيره الهندسي العميق وبدأبه عمل على تغذية كنوزها باستمرار كي لا ينال منها الصدأ أو وهم الإكتفاء المهلك .
هي الخرطوم عاصمة السودان ، مولدة الإسلاميين ، مملكة الفكر الحر ، وسلطنة الثقافات السودانية بقوس قزح ألوانها ، بمعماريتها المخططة هندسيا وفق منطق التنوع المتماهي مع أمزجة مجتمعاته .

غير أن ظاهرة صراع الأجيال بين الشيب والشباب ، القديم والجديد ، وتحت تأثير جملة من الأحداث الإقليمية التي أفرزتها ثورات الربيع العربي بتناقضاته المجتمعية .

دخلت على الخرطوم نكسة ديسمبر المشؤمة ، المصنوعة بأقبح الأدوات وأغذرها ، مشوبة بعاطفة هوجاء ، مفاهيم ملتبسة ، ليس لها أي نصيب من التعبير عن تلك الجدلية – القديم والجديد – وبين أدوات التحول والثورة . وأين موقع الثابت المقدس في مسارات الثورة وما مساحات الخروج الممكنة عليها . ولو أحسنوا النوايا لأحسنوا العمل .

ولانها ثورة عارية من كل فضيلة ونبل وحكمة ، إتخذ الديسمبريون شارة تلتمع وضوحا ، وفي أعلى جمهورية النفق ” حميدتي الضكران الأدب الكيزان ” …

إنهم السنابلة والحمادكة ، الناصلين من العقول كتنصل الأردية من اواسط شبابهم .. الذين ملأوا ساحات قيادة الجيش فجورا بالهتافات الضامرة المعاني ، المتضخمة بسوء الأدب مع الله .
فأورثوا البلاد كل هذا الدمار الذي ما شهد التاريخ الإنساني له مثيلا ، في مشروعهم الباحث عن الديمقراطية والمدنية وإزالة دولة ستة وخمسين .
لكن :
سنعود نملأ الطرقات بالصيحات
بالتهليل بالتكبير وتنتظم الحشود
ونزلزل الأرجاء بركانا
وكل عوالم الدنيا شهود
سنعود من حيث البدايات النهايات
ونرهق من تحدي بالصعود
سنعود إن ساد الظلام
وغطت الأرجاء ظلمات كؤود
ليس الظلام بمانع منا
التمني والتفاني والتبتل والصمود
#راجعين

الدكتور فضل الله أحمد عبدالله

Exit mobile version