رأي ومقالات

نزار العقيلي: (ورقة الإتهام)

قبل كده قلت ليكم إنو سياسة و تكتيك البرهان بتختلف تماما عن سياسة حكام و قادة الجيش السابقين .. الزول ده صعلووووك بمعنى الكلمة .. كل الحكموا السودان و قادوا الجيش كانوا بيشتغلوا بسياسة ( الدقاك دقو ) و دي سياسة مأخوذة من موروثاتنا و ثقافتنا الشعبية و اساليب تربيتنا .. ( البدقك دقو ) و ( البديك كف افتح راسو بي حجر ) و دي الأساليب و المعالجات الاقعدت الدولة السودانية منذ استقلالها .. المهم يا كائن جهز قهوتك نص كباية بدون سكر و تعال واصل البوست .

اها يا كائن إسلوب و سياسة ( الدقاك دقو ) اضرت بالسودان و شعبه لانو كان عندنا ساسة و قادة جيش بيسعوا لحل المشاكل باسرع الطرق بدون ما يفكروا في تبعاتها على الجيش و على الدولة .. احد قادة الجيش ايام تمرد الجنوب اقترح على النميري و قال ليهو اديني الإذن و انا احرق ليك الجنوب ده كلوو .. و قائد عسكري تاني ايام توتر العلاقات السودانية الاثيوبية طلب من النميري انو يمنحه الإذن عشان يدخل اديس ابابا و يرفع فيها العلم السوداني .. الحلول دي لحدي هسه الشعب السوداني بيتكلم عنها بي فخر و ظلت موجودة في ذاكرة الشعب لانها حلول مستوحاة من موروثاتنا و ثقافتنا الشعبية عشان كده بتعجب الشعب السوداني و بشوفها رجالة و إنتصار كبير و رغم علمهم بانها حلول بتخالف قوانيين المجتمع الدولي و الإنساني لكن بنسعى ليها و لسان حالنا بيقول ( طز في المجتمع الدولي ) .. و ( قرارات المجتمع الدولي تحت جزمتنا ) .. الجهل و العنترية و الحماقة رجعت السودان للخلف بصورة غير مسبوقة و لحدي هسه الشعب السوداني بيدفع في الفواتير دي .

إحنا في عالم محكوم بالقوانيين .. ذي ما انت في دولتك عندك قوانيين بتنظم حياتك و خطواتك كذلك العالم الكبير ده بتحكموا و تنظموا قوانيين دولية .. لو جارك اداك كف ما ممكن تفتح راسه .. ح تطلع انت الغلطان حسب القانون .

الجيش السوداني من بداية معركته مع المليشيا الإرهابية كان كل هدفه إنو يلتزم بالقانون الدولي و الإنساني و قواعد الإشتباك العالمية .. ادار المعركة بإحترافية شديدة .. رفض يقفل الإنترنت عشان العالم يكون شايف كل شئ بوضوح شديد .. خلى العالم براهو يجمع الإدلة كلها .. الجيش السوداني ما كان محتاج إنو يقدم أدلة للمجتمع الدولي عشان يدين المليشيا الإرهابية و المجموعات العسكرية و السياسية و الدول المتحالفة معاها .. الجيش كان محتاج يقدم مرافعة الإتهام بس .

البرهان امبارح ما كان رئيس دولة بيلقي خطاب عادي قدام العالم في منبر دولي .. البرهان امبارح كان هو النائب العام و قدم مرافعة إتهام ضد مليشيا ارهابية و ضد مجموعات عسكرية و سياسية و ضد دول إقليمية و دولية في منصة أممية و قضائية بتحاكم و تعاقب .. البرهان امبارح قدم للعالم مرافعة إتهام كاملة الدسم و وقف وقفة النائب العام البيترافع باسم الشعب السوداني .. البرهان امبارح كان رئيس مجلس سيادة و قائد جيش و نائب عام .

ناس البوليس عندهم وصية بقولوها لضباطهم و عساكرهم .. بقولو ليك ( المتهم البتدقو ما تفكو .. لازم تفتح فيهو بلاغ .. لو فكيتو بدون بلاغ ح يدوسك بالقانون ) … البرهان دق المليشيا دق العيش و في الختام فتح فيهم بلاغ دولي .. شغل بتاع صعاليك .. ناس الامن و المباحث بيقولو ليك ( دق المتهم دق قانوني ) اها الدق القانوني ده بيكون بعيد الإنظار و باساليب و طرق لو المتهم قال انك دقيتو و طالب انو يمشي المستشفى مافي دكتور بيقدر يكتشف اثار الضرب .. ده اسمه الضرب الإحترافي .. تدق الواحد لامن ما يقدر يمشي و لامن يكشفو عليهو تطلع عندو ملاريا ساي … الجيش السوداني اشتغل بالقانون .. دق بالقانون .

المرحلة الجاية في السودان هي مرحلة القانون .. الناس الكانوا بيتهموهم بي بلاغات جنائية بتتعلق بتقويض النظام و إثارة الحرب ضد الدولة و بعد شهرين تلقاهوا بره السجن و طالع لايف ديل ما يحلموا بالايام دي تاني ابدا .. الشغل الجاي ده شغل قانوني مكرب شديد .. اقسم بالله مافي دولة ح تقبل بي زول متهم في جرائم سودانية .. الشغل ح يكون ذي ما قال الكتاب .. بالإنتربول .. الانتربول ده ما فيهو نشرة القبض الحمراء بس .. فيهو تمانية نشرات .. فيهو نشرات بتتعلق بالاسلوب و النشاط الإجرامي .. ولامن تكون نشرتك الإجرامية مرتبطة بجرائم ارهابية معناها العالم ح يبقى ليك ذي خرم الإبرة بتاعت البرهان و ده موضوع ح نفصلوا لاحقا باذن الله .

اكتر حاجة جرحت القحاتة و اصابتهم بالجنون هي صعلقة البرهان الحولت مواكب الشباب المتفلتين المغيبين المتحركة بدون اهداف لطوابير سير عسكرية و منظمة و منضبطة و واعية و اهدافها اهداف استراتيجية واضحة و شعراتها و هتافاتها هي ( الله ، الوطن )
نزار العقيلي