وجدت ستة أدلة مبثوثة في الكتاب والسنة تدل على رضا الله ومحبته للعبد، وبالطبع ليس الأمر على سبيل اليقين، فإن الله يحب ويرضى عن من يشاء من عباده.
1- الابتلاء:
إذا أحب الله عبدا ابتلاه، فالابتلاء علامة من علامات رضا الله عن العبد، عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ (قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وان كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)، فالابتلاء يبتلى به الأحباب ليمحصهم، ويرفع درجاتهم، وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم يتأسى بهم؛ ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)، وفي رواية: (ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل)، يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء،
ولهذا ابتلى الله الأنبياء عليهم السلام ببلايا عظيمة، منهم من قتل، ومنهم من أوذي، ومنهم من اشتد به المرض وطال كأيوب عليه السلام، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم أوذي أذى كثيرًا في مكة والمدينة، ومع هذا صبر عليه الصلاة والسلام.
فالمقصود: أن الأذى يقع لأهل الإيمان والتقوى على حسب تقواهم وإيمانهم، فلا تجزع ولا تضعف إذا ابتلاك الله تعالى، بل احمده واشكره واصبر وادعوه واحتسب أجرك على الله.
2- محبة الناس:
حب الناس من علامات حب الله للعبد، في حديث لنبينا صلى الله عليه وآله وسلّم: (إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحبّ فلاناً فأحببه فيحبّه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحبّ فلانا فأحبّوه فيحبّه أهل السّماء ثم يوضع له القبول في الأرض)، وقد وجدت في السنة والسيرة بأن محبة الأطفال للمرء تشي بمحبة الله، اذ الأطفال مرفوع عنهم القلم ويحبون ويكرهون بفطرتهم والله أعلم.
3- التوفيق للطاعة:
إذا وفق الله تعالى العبد لطاعته ومن عليه واستعمله في الطاعة والعبادة فهي علامة من علامات رضا الله عنه، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو ألا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك”، ومما ما يخطئ فيه كثير من الناس ظنهم أن من رُزق مالًا أو منصبًا أو جاهًا أو غير ذلك من الأمور الدنيوية أنه قد وفق، والأمر ليس كذلك لأن الدنيا يعطيها الله تعالى من يحب ومن لا يحب، فمن أعظم وأعلى درجات التوفيق أن الله تعالى يحبب إليك طريق الإيمان وطريق الخير والصلاح وأمور التعبد لله سبحانه، ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان.
4- حسن الخاتمة:
إذا أحب الله عبدا وفقه إلى عمل صالح في آخر حياته حتى يلاقي الله عليه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيرا عسله) قالوا: (وما عسله يا رسول الله؟) قال: (يفتح الله له عملًا صالحًا بين يدي موته).
5- الأنس بذكر الله:
الأنس بذكر الله من علامات رضا الله عن العبد (أي ان تأنس بذكر الله وتجد نفسك مرتاحا عند سماع القرآن)، وكذلك تجد في نفسك حبا لأهل الدين والصلاح، لا أهل المناهج الرافضة لدين الله.
6- قبول النصح:
إذا كنت من الذين يقبلون النصح، فاعلم أنها علامة من علامات رضا الله عنك (أي أن لاتكون ممن تأخذك العزة بالاثم عندما يقال لك اتق الله).
وفقني الله وإياكم إلى رضاه ومحبته في الدنيا والآخرة.
عادل عسوم