حذر خبراء أمنيون ألمان من احتمالية تعرض بلادهم لاعتداءات إرهابية قبيل الانتخابات العامة المقررة فى السابع والعشرين من سبتمبر المقبل من أجل التأثير على سياستها على خلفية حادث مقتل الدكتورة مروة الشربينى.
ويشير الخبراء الأمنيون المشاركون في المؤتمر الأمنى ببرلين إلى أنه توجد بعض الدلائل على أن هناك تنظيمات إرهابية تخطط للقيام باعتداءات في ألمانيا قبيل الانتخابات من أجل الضغط عليها لسحب قواتها من أفغانستان مثلما حدث قبل الانتخابات في إسبانيا عام 2004 بعد تفجير أربعة قطارات في مدريد مما أدى إلى مقتل 191 شخصا وإصابة المئات من الأشخاص ، حيث أسفرت هذه الانتخابات عن تشكيل حكومة جديدة وانسحاب القوات الأسبانية من العراق.
وتقول مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى برلين : إنه يصعب تقييم الوضع الأمني في ألمانيا ومخاطر تعرضها لهجمات إرهابية ، خاصة بعد حادث مقتل المواطنة المصرية مروة الشربينى على أيدى أحد المتطرفين الألمان.
وقد دأب وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبلا منذ سنوات على التحذير من هجمات إرهابية بالقول : “نتحدث عن تهديدات جدية إلا أن بلادنا تنعم بالأمن ، وتستحق أجهزتنا الأمنية كل الاحترام والدعم”.
ويرى عدد من المراقبين والسياسيين أن شويبلا يبالغ في مقترحاته القانونية لمكافحة الإرهاب ويعتبرها مقيدة لحريات المواطنين ولا تؤدي إلا إلى إثارة الذعر ، ومن بين هؤلاء رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت التي ترى: أن وزير الداخلية يتسم بميول معادية للدستور.
واعترف الخبراء الأمنيون بأن الخطر “كبير” ، مشيرين إلى العدد المتزايد من الاعتداءات في أفغانستان على الجنود الألمان والعدد المتزايد من الشباب الذين يسافرون إلى باكستان التي تعد من الدول التي يتم فيها تدريب الإرهابيين إضافة إلى ذلك فإن عدد أفلام الفيديو التي يتم فيها توجيه تهديدات إلى ألمانيا باللغة الألمانية آخذ بالزيادة هو الآخر.
ومن جانبه ، يرى الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط جيدو شتاينبيرج من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين أن ألمانيا من أكثر الدول عرضة للتهديدات الإرهابية ، قائلا :”يمكننا الافتراض أن القاعدة ستهاجم بعض الأهداف الألمانية في الأشهر المقبلة إذا توفرت لديها الإمكانيات بهدف التأثير على الانتخابات وعلى الجدل حول بقاء القوات الألمانية في أفغانستان وربما من أجل أن تقود إلى سحب القوات الألمانية من هناك”.
وتقول مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى برلين : يبدو أن الوضع بات جديا لكنه يبقى غامضا فمن الواضح أن أجهزة الأمن تتابع بدقة تصرفات الأشخاص المشتبه فيهم ومع من يلتقون وإلى أين يسافرون ، وفي الوقت نفسه فإن من المؤكد أن هذه السلطات تعرف المزيد عن الوضع أكثر مما هو معلن.
ويندرج في هذا السياق ما أعلنته القناة الثانية للتلفزيون الألماني (زت دي أف) نقلا عن بعض الأوساط الأمنية عن وجود تحذيرات منذ شهر مايو الماضي من وحدة مهمات خاصة تابعة لتنظيم القاعدة تريد شن اعتداءات إرهابية في دول غرب أوروبا.
وذكرت القناة – وفقا لهذه المصادر الأمنية – : أن الوحدة المكونة من 15 شخصا تركت باكستان قبل مدة متجهة صوب غرب أوروبا.
المصدر :مصراوي