قال بيرتيس أمام مجلس الأمن الدولي “أتوجّه بالشكر إلى الأمين العام على هذه الفرصة والثقة التي منحني إياها، لكنني طلبت منه إعفائي من مهامي”.
وأعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان الألماني، فولكر بيرتيس، استقالته من منصبه الأربعاء، محذّراً من خطر تحوّل النزاع إلى “حرب أهلية”، وذلك بعد أشهر من تصنيفه شخصاً غير مرغوب به من قبل السلطات في الخرطوم.
وقدّم بيرتيس تقريراً عن النزاع الذي اندلع منتصف نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، محمّلاً الطرفين مسؤولية استمراره.
وقال “ما بدأ كنزاع بين تشكيلين عسكريين يمكن أن يتحوّل الى حرب أهلية فعلية”، مشيراً إلى أن المعارك “لا تظهر أي مؤشر على التهدئة، ولا يبدو أي طرف قريباً من نصر عسكري حاسم”.
وأتى إعلان بيرتيس استقالته من منصبه فيما تتواصل المعارك في إقليم دارفور (غرب). ووردت شهادات من السكان ومصدر طبي عن مقتل أكثر من أربعين شخصاً نتيجة غارات جوية على مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى نيالا وكالة “فرانس برس” عن “مقتل 40 مدنياً في قصف جوي طال سوقين شعبيين وعدداً من أحياء المدينة”.
وكانت سلطات الخرطوم المرتبطة بالبرهان، أعلنت في حزيران/يونيو الماضي بيرتيس شخصاً غير مرغوب فيه، وذلك بعدما طلب قائد الجيش السوداني في أيار/مايو من غوتيريش استبداله.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اشتباكات في عدة مدن لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها.
وحصد النزاع نحو 7500 قتيل، وفق أحدث أرقام لمنظمة “أكليد” غير الحكومية، التي ترجّح -كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية- أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك.
واضطر أكثر من 7 ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 48 مليون نسمة إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان، أو العبور إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
الميادين