الى حمدي..التفت للوراء ..
الى اخي حمدي سليمان ..حيث هو ..اعلم كم تحب هذه الانشودة .. كم أفتقدك في هذه الايام ..انا اعلم اين ستكون لو كنت بيننا!! ….كنت ستكون في المدرعات ..في أثر عاصم واحمد وفي صحبة خالد!! .. تعرف عشق اولاد الصحافة للمدرعات عجيب !! ..
ارتباطنا نحن ابناء هذه المدينة بالمدرعات محيّر ! الجيش كوم والمدرعات برها كوم ..نحن بس نشوف الحوش داك من برة بنطمئن ..كأن امام بيوتنا حارسنا اسد !! تعرف عندنا من بيت واحد 9 افراد ..ابناء خالات واخوان وابناء اخوان وابن عم ! ومضى منهم شهيد وبينهم ثلاثة جرحى، وفيها اباء وابناءهم !!اظنك عرفتهم ..وانا اعلم كم تحبهم ، وكنت ستبكي عند كل شهيد ..وكانوا سيتصلون بي ..يازولة تعالي سكتي اخوكي البكاي دا .. يااالله ..وكنت ساضحك كما افعل دائماً واقول لو كنتم تملكون قلباً اخضر مثل قلبه لبكيتم !
حمدينا … أَدْيِ ..هل تصدق لقد سالت الدماء في الخرطوم ! كانت الرؤى العجيبة تلك صادقة ! سالت الدماء في الخرطوم … كان ذلك الدرويش صادقاً وهو يقول في رمضان 2019 ، وهو ينظر لميدان الاعتصام من صينية بري ، سيسيل هنا دم ! ما في المحل دا بس ، في البلد دي كلها ! وسيدخل القلوب حزن ..وسيدخل كل بيت في البلد دي حزن .. وبيموت الناس في الشوارع ؟ وسيهرب الجميع من الموت ، بيشردوا من بيوتهم وسيسكن القلوب الندم !!وانت تسمع قصته تقول ان شاءالله ما نحضر يوم ذي دا ،،،استجاب الله لك ورحمك
و يا لتلك الدماء الغالية ..
منذ اندلاع الحرب افكر فيك ! وصغارك محاصرون في تلك الايام العصيبة ، والقلق عليهم يعصف بالقلب..افكر فيك ! ماذا كنت ستفعل ؟ اذكرك عند كل شهيد ..كيف ستبكي ! وانت اصلا ستبكي ! لكن كيف ؟ .. ثم اقول الحمدلله حمدي لم يشهد كل هذه الوحشية والبشاعة اذاً لمات في اليوم الف مرة ؟ هذه الانشودة لك ، ويقيني انك شهيد ..تخفقُ بجناحيك في سربٍ من طيرٍ خُضرٍ تحلِّق حول العرش ..ونحن نطمع ان نكون معك ومعهم ..هناك عند العرش حيث يكون المتحابون فيه ..هناك الساعة انت مع من صدقوا فمضوا ..تُحلِّق بإذن الله حول العرش ..ونحن ما زلنا نتطلع نحو السماء …
سناء حمد