منذ اليوم الأول لمعركة الكرامة ودخول سلاح الجو فيها. بات في حكم المؤكد ترجيح كفة الجيش. الأمر الذي دفع بكثير من المحللين بالتنبؤ المظلم بنهاية المليشيات. وذلك بالقتال فيما بينها في نهاية المطاف.
وهذا الذي حدث بالضبط بعد ظهور عبد الرحيم دقلو بفضائية (إسكاي نيوز). بعد هروبه من أرض المعركة تاركا قواته تواجه آلة الأشاوس. حيث أفاد شهود عيان بأن عدد سبعة إرتكازات ببحري تركها الجنجا بكامل عتادها (احتجاجا) قبل أن يتعرض لهم الجيش. وانسحاب إرتكازات كثيرة من الشوارع بالعاصمة.
إضافة لما تناقلته الصحف السيارة بأن قتالا شرسا دار بين الجنجا فيما بينهم ببحري. وكذلك تعرض قبيلة السلامات بدارفور لهجوم غادر من أبناء قبيلة الهبانية المنتسبين للجنجويد وفق ما تناقلته المواقع الإخبارية. ولطالما أنه مجتمع عشائري من المتوقع أن يرد السلامات التحية بمثلها أو (بأعنف) منها (لطفك يا رب).
وهناك المعركة الكبرى المؤجلة بين المسيرية والرزيقات التي أوشكت على البداية لبلوغ الاحتقان بين الطرفين مرحلة اللاعودة لصوت العقل. وفي تقديرنا سوف تبدأ شرارتها بالعاصمة. ومن ثم تكتمل الصورة المؤساوية بدارفور.
ولا يفوتنا بأن همجية تلك المليشيات سوف توسع دائرة الحرب القبلية بين مكونات المليشيات لأن هناك مظالم (عنصرية) خلقتها تلك الحرب. وخلاصة الأمر سبق وأن قلنا بأن غالبية مشاكل السودان من دارفور. وغالبية مشاكل دارفور من المكون العربي.
وعليه من باب (ما حك جلدك مثل ظفرك) نناشد الإدارات الأهلية للقبائل العربية بما عرفت به من عقلانية في مثل تلك الأحداث على مر التاريخ بأن تحافظ على نسيجها الاجتماعي من (حالقة) تداعيات الحرب تلك. وكذلك رسالتنا للمثقف الدارفوري لأبناء تلك القبائل بأن يكون عند حسن الظن به. بدلا من التكسب بدماء أهله كما هو مشاهد عند كثير منهم.
نشر المقال… يعني حصار لنار الفتنة بدارفور.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٣/٩/١٠