حسبو البيلي: حتى نكسب الحرب

لن تكسب حرب في ظل وجود خزان بشري قادر على الإمداد والإستعواض ، سقطت الخرطوم قبل وقوع الحرب بسنين وإستعادتها يتطلب الإعتراف بسقوطها ومن ثم العمل على إستعادتها إما بالتفاوض أو بخطة شاملة لاستعادة المدينة كما حدث في الموصل بالعراق بعدما قامت الحكومة العراقية بحشد الدعم الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية داععش ..

يحتاج الجيش السوداني لتحالف دولي لقطع الإمداد ووقف الخزان البشري وقفل الحدود ومن ثم الزحف نحو العاصمة ، يمكن الإستفادة من نموذج الحكومة العراقية في إستعادة الموصل الذي قام على خطة شاملة شملت تحييد دولة بعينها وضمها للتحالف والاستفادة من قدرتها علي وقف تدفق المقاتلين للداخل العراقي وهنا أعني تركيا التي كانت لها إعتراضات عديدة وتخوفات كثيرة من أن تؤثر العمليات العسكرية في خلق حالة من عدم الإستقرار يمكن أن يكون لها إنعكسات داخل تركيا ولكن في الأخر تم إزالة هذه التخوفات عبر قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي لاستعادة المدينة وهذا ما يمكن أن تقوم به قيادة الجيش في تسجيل زيارات لدول الجوار وخلق تفاهمات في السيطرة على الحدود وهنا أعني تشاد وليبيا بإعتبارهم خطوط إمداد للدعم السريع المحلول ..

إذا عجزت قيادة الجيش عن وضع خطة لإدارة الحرب طيلة الشهور الفائتة فأمامها خيارين إما بالإستقالة وتسليم القيادة لقادة جدد أو التفاوض وهزيمتهم بأدوات ناعمة تستند على ضغط دولي وقرارات إقليمية وحقوقية تحاصر القادة الحاليين للدعم السريع المحلول وتساهم في بروز تيار وقادة جدد يمكن إستيعابهم والوصول معهم لتسوية تحافظ على مكوناتهم الإجتماعية وتضمن وجودهم المستقبلي ، ولكن للأسف هذا الخيار أيضا يحتاج لرؤية شاملة قائمة على الإحتواء ومنع التحالف والإستيعاب ، وألتي أظن أن القيادة الحالية لا تملك المقدرات الكافية لتطبيقها .

حسبو البيلي

Exit mobile version