الشاعرة روضة الحاج: يتساقطونَ من شجرة العمر كالثمارِ الفاسدة مع أولِّ هبّة ريحٍ خفيفة الأصدقاءُ الذين لم يكونوا يوماً أصدقاءنا!!

نشرت شاعرة السودان الأستاذة “روضة الحاج” قصيدة جديدة على صفحتها الرسمية، وكانت السمراء روضة الحاج قد استقرت في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدم برنامج “سفيرات المعاني” على قناة الشارقة الفضائية، حيث تستضيف مجموعة رموز الثقافة العربية.
كتبت روصة الحاج:
(يتساقطونَ من شجرة العمر
كالثمارِ الفاسدة
مع أولِّ هبّة ريحٍ خفيفة
الأصدقاءُ
الذين لم يكونوا يوماً أصدقاءنا!!)
‏النص:
وتساقطوا
لمّا هززتُ شُجيرةَ
المعنى
ولم أكُ أقصِدُ
جفَّوا متى؟
ولمَ ؟
وكيفَ؟
وما يزالُ الموعدُ
قد كنتُ أسقي ودَّهُم
بدمي
وأُمعنُ في الوفاءِ
وأجهَدُ
يا رفقةً يبسِتْ
وكنتُ أظنُّها
من فرطِ إيماني بها
ستُخلَّدُ!
ردُّوا على القلبِ اليتيم
بياضَه
فبمثلِه
قد لا يليقُ الأسودُ!
وتساقطوا
لما أضأتُ وجوهَهَم
عَرَضاً
ومصباحي خفيتٌ مُجهَدُ
كانت دمايَ
تسيلُ من أشداقِهم
جلدي على أظفارِهم
وقصائدي
مذبوحةً
وتُغرِّدُ!
يا رفقةً
صدّقتُها
وظننتُها ستُسَرمدُ
لا تطفئوا القمرَ الذي
علّقتُه بسمائِكم
ونجومَكم
والشمسَ
هم لم يسجدوا
رؤياي أبعدُ ما تكونُ عن الرؤى
هي بعض أضغاثي
فلا تتحسَّدوا !!
وتساقطوا
لمَّا همّى مطري
فجائياً
يُدمدمُ في الفضاءِ ويُرعِدُ
صاروا عُراةً
غادروا ألوانَهم
أو غادرتهم ربما
فتسوَّدوا
طاروا غرابيناً
أصيحُ وراءَهم
لا تبعدوا
لاتبعدوا
وتآكلوا
كانت دوابُ الأرضِ تشربُ ظِلَّهم
وأنا
بمحرابِ الهوى أتعبَّدُ
حتى إذا سقطوا
احتضنتُ ظلالَهم
وزرعتُها
وسقيتُها
كي يحصدوا
وحرستُها
وحرستُهم
لكنهم
لم يصمدوا !
روضة الحاج
السمراءر وضة الحاج
حفظ الله السودان وأهله
رصد وتحرير – “النيلين”
Exit mobile version