عرفتو ليه وزير الخارجية كان بترجم لحميدتي زمان؟

في عهد ما قبل حرب السودان.. وفي إحدى زيارات رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد”، كان هنالك مشهد أصبح هو ترند ذلك اليوم، وهو جلوس وزير الخارجية المكلف “علي الصادق” بين قائد الدعم السريع “المتمرد” محمد حمدان دقلو – حميدتي، وبين رئيس الوزراء الإثيوبي وقيامه بترجمة حديثهما.

في ذلك اليوم سخر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي من جلوس الوزير بهذه الطريقة ونزوله لمستوى أن يكون مترجم لنائب رئيس مجلس السيادة، وقالوا بأن الوزير شكله في جيب حميدتي وبأنه لا يعصي له أمرا.

وبعد نشوب الحرب التي حاولت فيها قوات الدعم السريع السيطرة على السلطة في السودان بالقوة، لكن واجهتها القوات المسلحة بكل بسالة وأفشلت مخططها، كان وزير الخارجية المكلف “علي الصادق” يقوم بأدوار بطولية أيضاً، والذين حسبوا أنه من زمرة حميدتي لم يكن رهانهم صحيحاً، فالرجل كأنما انفك من تكبيل وتقييد قبل الحرب، وانطلق لقيادة الدبلوماسية السودانية بقوة، ولم يترك جهة دولية ولا حتى الدول العظمى إلا ورد على تصريحاتهم المستفزة.

عندما كان الوزير يترجم لحميدتي، فإن حميدتي نفسه قد تملكه الغرور في تلك اللحظة، وحسب بأنه خلاص “أمير البلاد” المفدّى، وباستطاعته تركيع الجميع بما فيهم الوزراء، ولم يدري بأن “علي الصادق” يتعامل بذكاء معه، وكون أن يترجم له أو يكون قريباً في تلك المحادثات المهمة وغيرها من المناسبات جعله يفهم أكثر مكر هذا الحميدتي، ويستعد لغدره وخيانته، وهذا ما جعل الوزير يقف بصلابة لمخططات الدعم السريع المتمرد وأعوانهم في الداخل والخارج.

مصير التمرد إلى زوال، ومصير الخونة والعملاء إلى مذبلة التاريخ، والتاريخ لا يرحم، والنصر المؤزر للقوات المسلحة السودانية.

بقلم – أحمد إبراهيم “ود سنجة”
نقلاً عن “كوش نيوز

Exit mobile version