في لحظةٍ فاترة ، أُغلقَ سِتارُ مسرحِ المهرّجين العبثين ، تراءتْ أشرعةُ العبور للضفةِ الأخرى من النيل ، نازحون ومهجّرون يحزمون أمتعة العودة ، الشاطئ الممتدّ على طولِ المدينةِ التي أرتوت بالدمِ أصبحَ شاهداً على ليلةِ غدرٍ طويلة ، شاهداً على بيوتٍ تشتمّ رائحة أصحابها من وراء مسافاتٍ معلومةٍ وأخرى غير معلومة ،
عرقِ الرجالِ يحمله رجالُُ بائسون إلى أرضٍ في ماوراء الصحراء ، كلّ الكلماتِ التي تخلّقت بفعل الشرّ تطويها يدُُ قوية ، ويشرقُ النور من خلالِ نفّاجٍ كان حاضراً دائماً لكن لم يلحظه أحد ، نفّاج الحقّ الذي لا ينغلق ، باب الراكضين خلف حبّ التراب ،
الحاملين حلمهم في تمام المواعيد ، هنالك في الخرطوم ، سترفع الحياةُ راية نصرها ، ويعود كلّ شئ أجمل ، ويعود كلّ شئ أجمل .
Gihad Salama