قبل 8 سنوات وفي مثل هذا اليوم (2 سبتمبر 2015)، هز مشهد يتيم العالم برمته.
فقد انتشرت صورة طفل ممدد على شاطئ البحر جثة هامدة بقميصه الأحمر في أقطاب الأرض.
وتحول آيلان كردي، ابن الثلاث سنوات، الآتي من سوريا إلى أيقونة تجسد مآسي المهاجرين، الفارين من الحروب أو الأوضاع الاقتصادية المزرية في بلدانهم نحو أوروبا، عابرين البحر في مراكب الموت هذه.
لاسيما أنه غرق مع العشرات غيره من الأطفال، فضلا عن أخيه ابن الخمس سنوات وأمه أيضا، خلال رحلتهم من بودروم إلى جزيرة كوس اليونانية، بعد أن هربوا من كوباني السورية جراء الحرب آنذاك.
رحلات الرعب
لكن رحلات الرعب عبر البحر لم تتوقف، لاسيما من سوريا وليبيا وتونس وغيرها.
فيومياً توقف بحرية اليونان وإيطاليا وغيرهما من الدول المطلة على المتوسط، زوارق هجرة غير شرعية، معبأة بالحالمين بمستقبل أفضل، قبل أن تتحطم أحلامهم في المياه.
وبالأرقام، أكدت المنظمة الدولية للهجرة، أنه خلال النصف الأول من العام الحالي 2023 فقط، لقي ما يقارب 2000 شخص حتفهم غرقا في المتوسط، مقارنة بنحو 1400 في الفترة نفسها من العام الماضي.
فيما قدرت إجمالي من وصل إلى أوروبا عبر البحر إلى نحو 82 ألفا هذه السنة.
أما منذ العام 2014 فلقي أكثر من 20 ألف إنسان حتفهم في المياه وعلى الشواطئ خلال رحلتهم إلى أوروبا، حسب خفر السواحل الأوروبي، بينما أنقذ أكثر من 300 ألف شخص أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط.
وبين كل زورق وآخر “يحشر” فيه عشرات المهاجرين، يكدس عشرات المجرمين وشبكات التهريب الملايين ويراكمون الثروات على أجساد “الحالمين”.
العربية نت